تواصلت المعارك بين قوات النظام السوري والجيش الحر في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب أمس في حين تعرض حيا القدم والعسالي بالعاصمة دمشق للقصف. وفيما أكد رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب أن النظام بات منهارا معنويا ومتصدعا عسكريا، تشاورت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هاتفيا مع العديد من نظرائها في دول غربية وتركيا حول تنسيق التحرك لتسريع تنحي الرئيس بشار الأسد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام واصلت قصف الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون الذين هاجمت مجموعة منهم رتلا عسكريا قرب منطقة باب الهوى، بينما شهدت بلدة باتبو في ريف حلب هجوما من مقاتلين معارضين على قافلة للقوات النظامية، ما أسفر عن تدمير وإعطاب ثلاث آليات ثقيلة. وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين قوات النظام ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة وصلاح الدين بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت أحياء الصاخور وهنانو والشعار للقصف. ولفت المرصد إلى تعرض حيي القدم والعسالي في دمشق للقصف من قبل قوات النظام. وأورد محصلة لضحايا أعمال العنف في مختلف أرجاء البلاد أمس تفيد بسقوط 63 قتيلا منهم 34 مدنيا، و10 مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى ما لايقل عن 19 من قوات النظام، مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق 23 ألفا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 17 شهرا، بينهم أكثر من 2400 قتلوا منذ بداية شهر أغسطس. ومن جانبه قال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في مؤتمر صحافي عقده في الأردن أمس أن نظام الأسد بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا، ولم يعد مسيطرا بالفعل على أكثر من 30 بالمئة من أرض سورية. ودعا إلى الوحدة في صفوف الجيش السوري الحر كما دعا أفراد الجيش النظامي إلى السير على نهج نظرائهم في مصر وتونس. وفي خطوة لتشجيع القيادات السورية على الانشقاق عن النظام، قررت وزارة الخزانة الأمريكية رفع التجميد عن أصول وأرصدة حجاب، لأنه لم يعد مسؤولا في حكومة الأسد. ودعت القيادات داخل النظام السوري إلى الاقتداء به. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمس أن وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون عقدت مؤتمرا عبر الهاتف استمر أكثر من ساعة مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ وألمانيا غيدو فسترفيلي وتركيا أحمد داود اوغلو أمس الأول حيث ناقشوا الدعم الواجب تقديمه إلى المعارضة السورية بهدف التعجيل بسقوط نظام الأسد إضافة إلى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الأسد. واتهم وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الحرس الثوري الإيراني بالعمل على تشكيل ميليشيا في سورية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد لمواجهة المعارضة. وقال بانيتا في مؤتمر صحافي «إن إيران تسعى لتشكيل ميليشيا في سورية تقاتل لحساب النظام، وإننا نشاهد وجودا متعاظما لإيران في سورية والأمر يقلقنا كثيرا». وذكرت صحيفة«الغارديان» البريطانية أمس أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا فقدت الثقة بالمجلس الوطني السوري المعارض وتسعى إلى بناء المزيد من الروابط المباشرة مع الثوار في الداخل.