أجرى النظام السوري أمس، سلسلة تعيينات أمنية بعد أقل من أسبوع على مقتل أربعة من كبار قادته الأمنيين، في وقت توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب (شمال) وانحسرت في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل أحيائها، بينما دعا العميد المنشق مناف طلاس في أول ظهور له السوريين الى «التوحد لخدمة سوريا ما بعد الأسد والحفاظ على النسيج الاجتماعي وعدم الإقصاء أو الانتقام أو الاستئثار». كما أدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد إلى مقتل 109 أشخاص أمس. من جانبه، أكد المجلس الوطني السوري أن البحث جار في تشكيل سلطة انتقالية، مؤكدا أن المجلس لن يقبل بأن ترأس هذه السلطة شخصية من داخل النظام، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه لم يفت الأوان بعد ليبدأ الرئيس السوري بشار الأسد عملية انتقالية للسلطة في بلاده. في هذه الأثناء، عين النظام اللواء علي مملوك مديرا لمكتب الأمن الوطني في سوريا برتبة وزير وهو يشرف على كل الأجهزة الامنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية». كما تم تعيين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري، رئيسا للامن السياسي، وديب زيتون الذي كان في الامن السياسي رئيسا لادارة امن الدولة. وعين رفيق شحادة الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية في محافظة حمص، رئيسا للمخابرات العامة، وعبد الفتاح قدسية الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية نائبا لعلي مملوك. إلى ذلك، ذكرت أنباء أن القائمة بالأعمال السورية في قبرص لمياء الحريري انشقت عن النظام. ميدانيا، سجل حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 109 أشخاص هم 70 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين وثلاثة منشقين و28 جنديا نظاميا. ولليوم الخامس على التوالي، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب في شمال سوريا، بينما نفذت القوات النظامية اقتحامات جديدة في دمشق ومحيطها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «القوات النظامية السورية اقتحمت حيي القدم والعسالي (جنوبي العاصمة)، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات». كما أشار إلى اقتحام حي التضامن من الجهة الغربية مع استمرار الاشتباكات فيه بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. من جهتها، حذرت روسيا اليوم النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الجيش الحر في السوري. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن سوريا صدقت على بروتوكول دولي في 1968 يحظر استخدام الغازات السامة في الحروب.