وبعد ثورة حركة النقل الخارجي، ونقل معلمين، وانتظار معلمين، ومزيد من المعاناة النفسية التي تصاب بالإحباط لبعض المعلمين لعام تلو الآخر، ومازال بعضهم يرسم، ويخطط، ويبني، وفي لحظة تنسف كل هذه الأحلام، معاناة «معلمي الحصر» الذين تم استبعادهم من حركة النقل الخارجي، وعددهم «533»، كانوا هم السبب في تأخير حركة النقل الخارجي؛ كي يسمح لهم بالدخول ضمن الحركة، ليصعقوا بخبر عدم دخولهم الحركة قبل إعلانها بيومين فقط كانت «حلما من خيال فهوى»، ليتمتم معلم بعد صدور الحركة: «مانقلنا، حنا باقي الجدد..»!! ومازالت معاناة معلمات لم يتم ترسيمهن، تطل علينا عبر إدارات بيروقراطية، وأوراق إثبات الإقامة، وتأخير رفع الطلبات، رغم القرار الملكي الكريم.. والمضحك المبكي أن معلمات قد وقعن في فخ التوقيع على عدم النقل الخارجي لمدة ثلاث سنوات، وزادت رابعة بسبب قرار بعدم نقل المعلمات لمدة سنة، عطفا على تحقيق النقل للمعلمات بنسبة مائة في المائة «إن صدقت تلك المعلومات..». ومازالت طرقنا البعيدة تتلطخ كل عام بدماء المعلمات، ومازالت اللجنة تشكل، وتدرس، وتنظر وتتباحث في إيجاد آلية تشترك فيها دوريات أمنية، وأمن الطرق، وغرفة عمليات للتربية، كي تراقب حركة مركبات المعلمات، في الوقت الذي أثبتت دراسة ميدانية أن مشروع النقل المدرسي للمعلمات بالطائف، عن أن 75% من المعلمات ينقلن إلى مدارسهن عن طريق سائقين، منهن 77% مركبة مشتركة، فيما بلغ أكبر عدد للمعلمات في المركبة لواحدة 12 معلمة يسلكن طرقا يومية لمسافات تتراوح بين 25و400 كيلومتر، يقضين خلالها مابين 15دقيقة و5 ساعات يوميا، وأن70% من المعلمات يسلكن طرقا مسفلتة، و20% يسلكن طرقا غير مسفلتة، فيما يسلك10% طرقا وعرة، وأن 78% يتعاقدن مباشرة مع السائقين دون وجود أية ضوابط، أو اشتراطات قانونية وأمنية، هذه دراسة قد تكشف جزءا بسيطا مما تعانيه المعلمات، ولكن هل سألتم عن اللاتي يتم تعيينها في شرورة، والخرخير، والقويعية، وتهامة قحطان، وأودية عسير السحيقة، وجبالها الوعرة، وحفر الباطن، والقريات، وغيرها الكثير.. والكثير.. فضلا عن مزاجية سائقي المعلمات الذين لا ينفكون رفعا للأجرة، ولي ذراع معلمات يجاهدن منذ ساعات الفجر، وقبلها، كثيرة هي معاناة المعلمين، والمعلمات، وخاصة حين نعلم بأن هذا المعلم، والمعلمة من ينفق على أسرته، وليس لهم بعد الله إلا هذا المعلم، والمعلمة، وحياتهم باتت في خطر مسافات متعبة، منهكة .. مضى عام المعلم، والمعلمة، ومازالت الأحلام بالتأمين الطبي، وبدل السكن، والدرجة المستحقة، وتوفير البيئة المساعدة على الإنتاجية، والحوافز المادية والمعنوية، والوسائل التعليمة، والرحمة من تكبد مسافات قاهرة.. قد تنهي حياة المعلم، أو المعلمة بسبب جمال سائبة، أو غفوة، أو تهور سائق مهووس..؟!.