أعلنت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، عن تأجيل صدور حركة النقل الداخلي، إلى نهاية شهر رجب المقبل، بالتزامن مع نهاية العام الدراسي، وبعد صدور نتائج الاختبارات. وهو ما أثار انتقادات بين المعلمين والمعلمات، الذين كانوا ينتظرون صدور هذه الحركة «بفارغ الصبر» مبدين شكوكاً في دوافع الإدارة للتأخير، إذ ربطوها في محاولة الحد من الاعتراضات على عدم تلبية طلبات النقل، إذ سيكون المسؤولون حينها في إجازات نهاية العام الدراسي. وعلى رغم صدور حركة النقل الخارجي قبل أسابيع، إلا ان صدور الحركة الداخلية شهدت تأخراً، عزته مسؤولات في قسم شؤون المعلمات، إلى أنه «لم يتم اعتمادها، وفي حال تم اعتماد الأسماء، سيتم الإعلان عنها»، مبينات أن «طلبات النقل لم تصل من مكاتب التربية والتعليم في المحافظات، إذ ما زال باب تقديم رغبات النقل متاحة للمعلمات. وبعد التنسيق مع هذه المكاتب، ورصد الطلبات، سيتم الإعلان». بيد ان المعلمات اشتكت من «أضرار محتملة» تترتب على هذا التأجيل، مبينات ان تزامن صدور الحركة مع قرب بدء الإجازة «يحول دون الاعتراض أو تقديم شكاوى إلى المسؤولين في الإدارة، الذين سيكونون في إجازة، ما سيضطرنا إلى الانتظار إلى بداية العام الدراسي الجديد، أو تقديم التواصل إلكترونياً، فيما الرد غير مضمون»، بحسب قول المعلمة نائلة موسى، التي تنتظر ورود اسمها في حركة النقل منذ سنوات. ولم تستبعد المعلمة منيرة حمد، ان يكون التأخير، «متعمداً، لعدم الاحتجاج على عدم النقل، أو على المدرسة الموجهة إليها المعلمة»، مشيرة إلى معاناة المعلمات مع التنقل، وهي «معاناة تفوق المعلمين، بسبب اعتمادهن على السائقين». وأضافت «على رغم ان هذه المشكلة مطروحة منذ سنوات طويلة، وكثرت حولها تصريحات المسؤولين، إلا أنه لا تزال قائمة دون حل، وراحت بسببها عشرات الأرواح، في الحوادث المتكررة في شكل أسبوعي، وبخاصة على طريق الدمام – الأحساء». وتضطر المعلمة نورة عبيد، التي تعمل في إحدى مدارس محافظة قرية العليا، إلى قطع مئات الكيلو مترات يومياً، فهي تسكن مدينة الدمام. وتقول: «أعاني من التنقل منذ أكثر من سبع سنوات، وفي كل عام أترقب صدور حركة النقل، وان يكون اسمي فيها، إلا أن آمالي تتحطم على صخرة حركة النقل»، مضيفة ان «التأخير يحرق أعصاب المعلمات المنتظرات، وبخاصة من يعملن في محافظات بعيدة عن منازلهن، مثل الجبيل ورأس تنورة، والنعيرية، وربما الخفجي، فيما يسكن في الدمام أو الخبر»، مشيرة إلى معاناة المعلمات اللاتي يعملن في مدارس الأحساء، فهن «يشاهدن الموت يومياً، فضلاً عن المشكلات الاجتماعية والأسرية التي يعشنها، بسبب بعدهن عن أسرهن». يُشار إلى أن 50 ألف معلم ومعلمة تقدموا إلى حركة النقل الخارجي، التي صدرت لأول مرة متضمنة أسماء المعلمين والمعلمات بصورة موحدة.