هناك تفاؤل كبير بأن تنتهي قمة مكةالمكرمة الاستثنائية اليوم إلى وضع بوصلة واضحة ومحددة للعمل الإسلامي في المرحلة القادمة .. مصدر هذا التفاؤل الأساسي هو حرص قيادة هذه البلاد على تحقيق نقلة نوعية في العمل الإسلامي الموحد.. مهما كانت التضحيات.. ومهما استدعى هذا الهدف من خطوات تقاربية مع بعضنا البعض.. لسببين اثنين هما : أولا : إن الإقليم لم يعد يحتمل المزيد من التوترات أو المشكلات والأزمات.. ثانيا : لأن أكثر الدول الإسلامية باتت تشعر حقا بأنها مهددة بأخطار غير مسبوقة في حالة استمرار الأوضاع الحالية في المنطقة والعالم على ما هي عليه الآن.. وإن اتساع رقعة هذه التطورات سوف يشمل الجميع لا محالة.. وفي ظل هاتين القناعتين.. فإن الجميع يترقب أن تسفر هذه القمة عن خطوات كبيرة في الاتجاه الصحيح للتعامل مع القضايا الراهنة.. لاسيما بالنسبة لإيقاف نزيف الدم في سوريا.. وفي ميانمار.. والصومال.. والعراق.. واليمن.. وأفغانستان.. وباكستان.. وفي كل مكان يشهد حالة احتقان مخيفة حتى اللحظة. صحيح أن هناك مصالح متشابكة.. وأن بعض الأطراف لن تكون مستعدة للتخلي عن تعهداتها والتزاماتها الحالية، وهذا ليس مطلوبا على وجه الدقة.. وإنما المطلوب هو أن تقوم بدور فعال في نقل السلطة بصورة هادئة في سوريا مثلا.. وأن تؤمن سلامة المسلمين في ميانمار وأن يقف الجميع وراء شعب فلسطين لتحريك قاطرة السلام في الاتجاه الذي يكفل له قيام دولته المستقلة وإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. ولا أعتقد أن التوصل إلى هذه الغايات مستحيل في ظل التفكير الهادئ والصائب والمستوعب لأخطار استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن.. حتى وإن اتخذت قرارات سرية وغير معلنة.. وحتى وإن جرت اتصالات ثنائية هادئة بين أكثر من طرف بعيدا عن كاميرات الإعلام وعلانية التصريح.. المهم هو أن يقترب كل منا من الآخر ونبدأ مرحلة عمل مشتركة وجادة.. *** ضمير مستتر: مستقبل الشعوب أعظم وأكبر من كل المكاسب المحدودة التي تفرضها المصالح الخاصة والضيقة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]