تمر الأمة الإسلامية جمعاء هذه الأيام بأحلك ظروفها، واستشعارا للدور الطليعي للمملكة العربية السعودية من واقع كونها رائدة للعمل والتضامن الإسلامي فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوته الكريمة لقادة العالم الإسلامي للاجتماع في رحاب مكةالمكرمة، أطهر بقاع العالم، خلال شهر رمضان المبارك وتحديدا يومي 26 و27 منه لعقد الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامية لفتح ومناقشة ثلاثة ملفات شائكة تقلق شعوب ودول العالم الإسلامي وتأخذ حيزا كبيرا في الدوائر السياسية الدولية إذ تبرز ملفات عديدة على رأسها المعضلة السورية، والوضع في بورما، والاعتداءات المستمرة على المقدسات الدينية في فلسطينالمحتلة. وكل هذا يتطلب أن يأخذ كل قائد إسلامي دوره في تحمل المسؤولية المشتركة والعمل بشكل فاعل على نبذ الخلافات البينية والإقليمية وكل ما يتعلق بتأجيج النعرات الطائفية والمذهبية مما يفضي إلى توسيع دائرة الخلاف والفرقة والتعصب، والسمو إلى تغليب المصالح العليا للأمة الإسلامية وتوحيد صفوفها والالتزام الكامل بميثاق ومبادئ وأهداف منظمة التعاون الإسلامي. إن الشعوب الإسلامية تنتظر من قادتها وحدة الصف ونبذ الخلافات وتحمل المسؤولية الكاملة واتخاذ القرارات المؤثرة والحاسمة لوقف تمزيق الأمة الإسلامية ومن ذلك وقف النزيف الدموي في سوريا الشقيقة وما تتعرض له من تدمير في البنية التحتية والكوادر البشرية، وكذلك ما تعاني منه الجالية المسلمة في بورما من اضطهاد وتعذيب وتشريد وتهجير منظم دون رادع دولي ووسط تغافل مكشوف من منظمات حقوق الإنسان الدولية، وكذلك القضية الفلسطينية التي بسببها جاء إنشاء منظمة التعاون الإسلامي قبل 43 سنة على إثر الحريق الإجرامي الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك من الصهاينة اليهود. نعم إنها قمة التحدي والإنقاذ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه التي تعقد في هذه الأرض المقدسة وفي هذه الأيام المباركة ولأجل الشعوب الإسلامية التي تتطلع إلى التغلب على ظروفها الصعبة وتحقيق الوحدة والنصر المؤزر بإذن الله. وهذا بلا شك دور معهود من أدوار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليس في شؤون المسلمين فحسب، بل في تعزيز ثقافة السلام والتسامح والحوار بين أتباع الديانات والثقافات في كل أرجاء العالم.