يعتبر عقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- دليلاً على اهتمامه وحرصه حفظه الله على وحدة الصف الإسلامي في مواجهة المخاطر والفتن التي تواجه الأمة الإسلامية في هذه المرحلة بالذات. وتكتسب هذه القمة أهمية بالغة كونها ستعقد في أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة مهبط الوحي وقبلة المسلمين ، وهي تحظى باهتمام كبير من العالم أجمع والمسلمين على وجه الخصوص ، ويعد انعقاد هذه القمة في هذه الظروف الاستثنائية أمراً بالغ الأهمية ، وهو يقتضي من الجميع التحلي بالصدق وبروح التضامن حتى تتجاوز الامة هذه المرحلة بسلام وأمان ، حيث تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة إدراكاً منه حفظه الله بأنه لابد أن تكون هناك إرادة صادقة ووقفة قوية وحازمة للنهوض بأمتنا الإسلامية والخروج بها من هذه المأزق . إنها بادرة تضاف الى رصيده الضخم من المبادرات التي أطلقها في السابق لعلاج كثير من الأزمات ولتؤكد ريادة المملكة وتساهم في تفعيل دورها وتعزيز مكانتها في المجموعة الدولية وتبوئها لمكانة مرموقة بينها . وأن الجميع يعلق آمالاً عريضة على هذه القمة وما ستتمخض عنه من قرارات تسهم في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها أمتنا وفي مقدمتها الاضطهاد والقهر الذي تعاني منه بعض الشعوب الاسلامية مثل سوريا وبورما ، والفرقة والخلاف والتطرف والإرهاب وتفشي مشكلات الفقر والبطالة في العالم الاسلامي ، وهو ما يؤكد مدى ادراك الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحجم المخاطر التى تواجه العالم الاسلامي في ظل ما يشهده من تمزق وتشرذم وخلافات ، فالمكان والزمان الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين لهذه القمة المباركة هو في حد ذاته رمز لوحدة المسلمين ، وتجسيد للمسؤولية الكبيرة التي يشعر بها خادم الحرمين الشريفين تجاه الأمة الإسلامية وسعيه إلى توحيدها على الحق ، فالمملكة تحظى بمكانة ريادية بين الأمة الإسلامية والتاريخ يشهد على أن قيادة المملكة ومنذ عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله- وحتى هذا العهد الزاهر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تدخر جهداً في خدمة الأمة الإسلامية والاهتمام بمشاكلها، بل سعت دائماً إلى التعامل مع الأمور بحكمة لإخراج الأمة الإسلامية من التحديات والمشاكل التي تعاني منها. وخادم الحرمين الشريفين بصفته قائداً للأمة الإسلامية وبحكم الشخصية الاستثنائية التي يتمتع بها يستطيع أن يجمع شمل الأمة الإسلامية وأن يجمع كلمة المسلمين ، خاصة أن المكان والزمان الذي اختاره أيده الله لعقد القمة الإسلامية يعكسان الأهداف النبيلة التي يحرص عليها لإبعاد الأمة عن الفتن والنزاعات والفرقة ، وادراكه حفظه الله بأن الجميع سيحرصون على الحضور لنيل شرف الزمان والمكان .