احتفظ الأولمبياد اللندني بخصوصية فريدة في نسخته الثالثة إجمالا والأولى في القرن الحالي وضعته على رأس أهم دورات الألعاب الأولمبية على الإطلاق، بوجود عدد من أساطير الألعاب الرياضية، نجحوا في نقش إنجازاتهم بالذهب في الرياضات الفردية وحطموا جميع الارقام القياسية بثقة واقتدار، وغردوا خارج سرب المنافسة وحلقوا بعيدا حيث القمة ولاغير، ويبرز في مقدمتهم الثلاثي السباح فيلبس والعداء بولت ولاعب المضرب فيدرر الذين تربصت بهم الأعين كثيرا وتحرت مشاركاتهم منذ وقت مبكر فكانوا في الموعد كالعادة، ورغم تباين إنجازاتهم إلى حد ما إلا أن المحصلة النهائية على امتداد التاريخ جعلتهم من أعظم المشاركين في الاولمبياد و المنافسات التي يخوضونها على الاطلاق، وكان العام الحالي عاما سعيدا لهم توجوا به تاريخهم الحافل ودفعهم إلى التفكير في الرحيل وهم في ذورة تألقهم. فيلبس أعظم الأولمبيين نصب السباح الامريكي مايكل فيلبس نفسه أسطورة فريدة اكتسحت كل شيء في تاريخ الالعاب الاولمبية، وحك في النسخة الجديدة كل الارقام القياسية التي سبقته على صعيد رياضته السابحة أو على مستوى بقية الرياضات، وحصل على لقب أفضل رياضي في دورة لندن الاولمبية بامتياز ودون منازعة، وبات أفضل رياضي أولمبي في التاريخ حين ودع المسابقة وفي رصيده التاريخي إلى مجموع 22 ميدالية منها 18 ميدالية ذهبية وفضيتان وبرونزيتان، في 3 دورات أولمبية هي (اثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012)، وحطم الرقم القياسي في عدد الميداليات في الالعاب الاولمبية الذي كان بحوزة لاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا بعد نصف قرن، مختتما مشواره برقم خرافي أولمبي يصعب تحطيمه على المدى القصير. بولت الأسرع في التاريخ نجح أسرع رجل في التاريخ العداء الجامايكي يوسين بولت في الرهان على النجومية والانجاز في لندن، مكرسا أرقامه القياسية التي حققها قبل المشاركة في الالعاب واحتفظ بذهبية سباق 100 متر عدوا، في سباق مثير ومن أقوى السباقات في التاريخ وأفلت من التعثر الذي عاناه في البطولات السابقة وتجاوز بدايته البطيئة التي كان حذرا فيها حرصا على تفادي أي خطأ قد يخرجه من السباق، كما حدث معه في بطولة العالم السنة الماضية، لكنه تقدم بثقة وثبات، ليسبق الجميع بمسافة تزيد عن المترين ، لينهي مسافة السباق في 9.63 ثانية ، محطما الرقم الاولمبي السابق الذي كان قد سجله باسمه في اولمبياد بكين عام 2008 وقدره 9.69 ثانية، ويمتلك بولت أيضا الرقم العالمي للسباق وقدره 9.58 ثانية في بطولة العالم ببرلين عام 2009 ، وكان عامه الذهبي حيث حطم أيضا في نفس البطولة، الرقم العالمي لسباق 200 متر عدواً في زمن قدره 19.19 ثانية .. وبذلك يحتفظ بولت بلقب أسرع رجل في العالم و أفضل عداء في التاريخ ، متقدما على الاسطورة الامريكي كارل لويس ، وكلاهما نال شرف الاحتفاظ بذهبية سباق ال100 مترا لدورتين اولمبيتين متتاليتين، وبينما انتظر لويس سقوط الكندي بن جونسون في المنشطات في اولمبياد سيئول عام 1988 ، ليحقق لقبه الاولمبي الثاني ، فإن بولت حقق إنجازه بنفسه ودون مساعدة من أحد .. وحقق بولت ذهبيته الاولمبية الرابعة في تاريخه الرياضي في لندن ، وينتظر الخامسة في سباق ال200 متر عدوا والتي سبق له تحقيقها في بكين ، وربما يضيف ذهبية سادسة في سباق التتابع 4 في 100 متر عدوا . فيدرر أسطورة التنس على النقيض من سابقيه فإن أعظم لاعبي التنس السويسري روجيه فيديرر عجز عن حل عقدة الاولمبياد بعد ان كان قاب قوسين أو أدني، وخسر أمام البريطاني ميراي في نهائي مسابقة فردي الرجال وفقد فرصة تتويج إنجازاته بإنجاز أولمبي، واكتفى بذهبية واحدة فقط حققها مع مواطنه ستانيسلاف فافرينكا في زوجي اللعب في أولمبياد بكين 2008، وكان روجيه مبتهجا بعد تأهله للنهائي وقال واخيرا احرزت ميدالية اولمبية في الفردي، مضيفا لقد خسرت في نصف النهائي امام طومي هاس (الماني) قبل 12 عاما، وخسرت مباراة لاحراز الميدالية البرونزية ايضا، لكن الآن لدي فرصة للحصول على الذهب وهو مالم يحدث. ويبدو أن رغبة الرحيل باتت وشيكة التنفيذ بعد فضية لندن بحسب تصريحات سبقت البطولة. و يزدحم سجل فيدرر برصيد 75 لقبا بينها 17 في الغراند سلام هي ويمبلدون (اعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009 و2012) وملبورن الاسترالية (2004 و2006 و2007 و2010) وفلاشينغ ميدوز الاميركية (2004 و2005 و2006 و2007 و2008) ورولان غاروس الفرنسية (2009)، وضعته على رأس أساطير لاعبي التنس بلا منازع.