تتسيد الدقة المدينية السفر الرمضانيه في طيبة، حيث تعتبر الأكلة المفضلة لكثير من الزوار والمعتمرين من مختلف الجنسيات، وذلك لجمال طعمها، وتشتهر الدقة في منطقة الحجاز، ومنها عمت شهرتها إلى كل أصقاع المملكة حتى وصلت إلى كل مناطق الخليج، حيث يطلبونها بكميات كبيرة لتكفيهم طوال شهر رمضان الكريم، وقد أصبحت طبقا جديدا يضاف لسفرتهم من أطباق أهالي المدينةالمنورة. الدقة المدينية والدقة مكونة من خليط المكسرات المحمصة والبهارات المتنوعة وهي (بندق وفستق وسمسم ومع الكزبرة الجافة والكمون والملح والفلفل)، حيث تحمص جميعها ثم تدق أو تطحن ويفضل الدق نسبة لمسماها. وتتكون الدقة المدينية والتي لها طعم ومكونات أخرى تختلف عن غيرها من المدن، من 5 كيلو من الكزبرة الناشفة، وكيلوين كمون ونصف كيلو فلفل أسود، وربع كيلو ملح مع الليمون وربع كيلو ملح كمراني، و3 كيلو سمسم وورد مديني مجفف. ?طريقة تحضيرها يحمص حب الكزبرة الناشفة إلى أن يتغير لونه على نار هادئة، ومن ثم يحمص حب الكمون من 3 إلى 4 دقائق، ثم حبات السمسم، والفلفل الأسود وملح الليمون والملح الكمراني والورد المديني يطحن الجميع ناعم ما عدا السمسم، بعد عملية طحن جميع المكونات يوضع السمسم كآخر الإضافات. وتختلف البهارات المضافة لها حسب الدولة، حيث الاختلاف في الوصفات من بلد لآخر، ففي دول الخليج تتكون عادة من «حب هال وفلفل أسود وقرنفل وقرفة وكركم وليمون عماني جاف». تؤكل مع الفول وتؤكل مع طبق الفول، ولبن الزبادي لحظة الإفطار في رمضان، ولا يكتمل فطور رمضان إلا بوجودها على السفرة العائلية في كل منزل، وأيضا في سفر إفطار الصائمين من الزوار والمعتمرين في رمضان في المسجد النبوي الشريف، ويحرص جميع من هم أصحاب للسفر من أن تكون الدقة هي أول ما يكون متواجدة على سفرتهم. خاصة بأهل المدينة وتشير أم أحمد زائرة إمارتية، إلى محبتها الشديدة للمدينة المنورة، وأنها لا تفضل أي مكان آخر بعد مكةوالمدينة لما فيها من السكينة والطمأنينة، وأردفت تقول: «عندما آتي لزيارة المدينة فأني أشتري الدقة بكمات كبيرة، لأنها لا توجد في دولة الإمارات، وقد ذهبت لكل محلات العطارة في دولة الإمارات ووصفت لهم هذه الأكلة ومكوناتها ولم يعرفوها، وسألوني من أين هي فقلت من المدينةالمنورة، فقالوا لي هذه خاصة لأهل المدينة ولن تجديها سوى عندهم، فكلما شرفت بزيارة هذا البلد الطاهر، أخذت منها ما يكفي لشهور لأنها مفيدة ولذيذة الطعم». طعمها غير وتصف أم مهند المدني أكلة الدقة بأنها تمثل تراث المدينة خاصة ومنطقة الحجاز بصفة عامة، حيث إنها أكلة توارثتها الأجيال منذ القدم، ولا تكاد تخلو سفرة عائلة في المدينة من وجود صحن الدقة إلى جانب طبق الفول والحيسة ولبن الزبادي، مشيرة إلى أنها لاحظت أثناء ترتيب سفرتها في الحرم أن الزائرات ينتظرن علب الدقة بفارغ الصبر ويعشقن طعمها ومذاقها، حيث نضعها نحن في علب الثوم الصغيرة، حيث نضعها بترتيب إلى جانب لبن الزبادي والشريكة. أما الحاجة صفية من مصر، فقد أعربت عن سعادتها بوجودها في المدينة، وبسؤالنا لها عن الدقة أكدت أنها تستخدمها في مصر مع البيض المسلوق والسميط الذي يباع عادة على كورنيش النيل، وأنها عندما تتناولها في المدينة في سفرة رمضان فإن لها طعما آخر يختلف عن طعمها في مصر كليا.