يتسيد طبق «الدقة» موائد الأفطار في المدينةالمنورة خلال شهر رمضان، للمذاق الرائع الذي يجده كل من يتناولها، وهي تصنف من المقبلات التي تؤكل مع الفول أو الزبادي، وانتشرت الدقة منذ عشرات السنين في منطقة الحجاز المدينةالمنورة ومكة المكرمةوجدة، وأسهم طعمها الرائع في وصولها للعديد من مناطق المملكة، وبات بعضهم يطلبونها بكميات كبيرة تكفيهم طوال شهر رمضان. وتتكون الدقة من خليط من المكسرات المحمصة، وبهارات متنوعة مثل البندق والفستق والسمسم والكزبرة الجافة والكمون والملح والفلفل والورد المديني المجفف، وتحمص جميعها ثم تدق وتطحن، وسميت دقة نسبة إلى «الدق» الذي يحيلها إلى مسحوق دقيق، وسهل التناول. وأوضحت الزائرة الإماراتية أم أحمد أنها تحرص عند زيارتها المدينةالمنورة سنويا على شراء الدقة بكميات كبيرة لأنها لا توجد في بلادها، مشيرة إلى أنها زارت غالبية محال العطار في أبو ظبي، ووصفت لهم مكونات الدقة بيد أنهم لم يعرفوها، ملمحة إلى أن الدقة «ماركة مسجلة» للمدينة المنورة. و قالت أم مهند المدني التي تحرص على فرش سفرة للإفطار في المسجد النبوي خلال شهر رمضان إن «الدقة» تمثل تراث المدينةالمنورة خصوصا، ومنطقة الحجاز عموما، لافتة إلى أن الأجيال تتوارث تناولها منذ القدم، ولا تكاد تخلو سفرة في طيبة الطيبة خلال شهر رمضان منها إلى جانب طبق الفول، والحيسة ولبن الزبادي. وأكدت المدني أنها تلاحظ خلال ترتيب سفرتها في ساحات الحرم النبوي ترقب الزائرت لصحن الدقة، ملمحة إلى انهن يضعنها داخل علب صغيرة الحجم إلى جانب لبن الزبادي والشريكة. بينما، أفادت الزائرة المصرية صفية أن الدقة توجد في بلادها، لكنها تعد بطريقة أخرى، موضحة أنهم يتناولونها في مصر مع البيض المسلوق والسميط الذي يباع عادة على كورنيش النيل، لافتة إلى أن طعمها أكثر لذة في طيبة الطيبة.