فاقت عزيمتها كل الصعاب، عندما فتحت للأمل ثقبا في جدار العقبات، منتهجة شعارا لها ولكل معاق«بعلو الهمة نصل إلى القمة»، وهي أرملة و أم لبنتين وعدد من الأحفاد، إنها الكفيفة «الخمسينية» تحية فرغلي إحدى طالبات المدارس المدمجة، مثال للأمل وقوة العزيمة..«عكاظ» التقتها في ساحات الحرم النبوي، تمثل شعلة من النشاط وسط الزوار والمعتمرين. لم أفقد الأمل تقول تحية أنها بدأت في طلب العلم، وهي في سن مبكر ومن العام 1411 ه، وأنه في البدء لم يكن الأمر سهلاً، وكانت الصعوبة في سنها ووضعها كونها «كفيفة»، وأضافت: «لكني لم أفقد الأمل بل كنت أكثر إصرارا، ولم أيأس أبداً، ولم أكترث لقيود المجتمع في ذلك الوقت، وكانت عبارة إحدى المبصرات لي«أنت مريضة نفسياً»، دافعا لبلوغ هدفي في التفوق والتميز حتى يعرف المجتمع أن المعاق ليس مصدرا للشفقة بل للإبداع، وكانت مشكلة المكان الذي سأدرس به تؤرقني فتوجهت لمعهد النور وبعض الجمعيات ولكنهم أحبطوني عندما أبلغوني أنه لا يسمح بالدراسة لمن هم في سني وإعاقتي. الإنجليزية والحاسوب مبينة أن عزيمتها لم تخر، فطرقت كل الأبواب إلى أن حصلت على الموافقة بأن يسمح لها بإكمال تعليمها رغم كبر سنها، مشيرة إلى أن أول ما تعلمته دورة في الحاسوب، بالرغم من أنها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومن ثم دورة في اللغة الإنجليزية في مستويين من المحادثة، حصلت عليها بنسبة 82 في المئة، وذلك قبل أن تبدأ الدراسة بالمرحلة الابتدائية. الأولى على المبصرات وأوضحت أنه تم ترسيمها في معهد النور في مستوى الصف السادس، وذلك بعد أن اختبرت فأحرزت نتيجة عالية من النجاح، وأضافت:«توجهت للدمج في المتوسطة وفي أول اختبار شهري حصلت على الدرجات الكاملة في كل المواد، وأكملت دراستي، وكنت في كل سنة احقق الأولى على دفعتي من المبصرات والكفيفات وكان عددهن 200 طالبة. طموحها بعيد وأوضحت تحية أن الكفيفات كن أربعا والمبصرات 44، مبينة أن طريقة الدراسة كانت واحدة للجميع، ما عدا أن كتبهن تختلف عن المبصرات، إذ أن كتب الكفيفات بطريقة برايل التي تتعامل مع الحروف بحاسة اللمس؛ وعن الصعوبات التي مازالت تواجهن كمكفوفات، تقول تحية: إن هناك طالبات مكفوفات أصبحن يستخدمن كتب المبصرات من الطالبات، بسبب تأخر المناهج للمكفوفين إلى جانب صعوبة الاختصارات، معربة عن أملها في وصول الكتب قبل بداية العام الدراسي. وانتقدت تحية وجود أغلب الكتب الدينية بلغة المبصرين، متسائلة في هذا الخصوص وعن حق الكفيف في الكتب الموجودة في الحرم وفي المكاتب العامة والمطويات وقالت: «لا نريد من يقودنا بل من يفهمنا وأن لا تقف القوانين في وجوهنا بسبب السن» مؤكدة أن طموحها لما بعد الثانوية والجامعة.