مايزال ذوو الاحتياجات الخاصة الذين وصلوا إلى منصات التفوق، ينثرون الفرح بين أقرانهم وأهاليهم. ندى الهاجري طالبة الكفاءة في معهد النور بمدينة الرياض لم تواجه أي صعوبات تذكر في مجال الأعمال اليدوية، ولم يمنعها ضعف البصر الشديد الذي تعانيه، من أن يكون لديها الإصرار والعزيمة للتفوق. تقول ندى: بفضل الله ثم بدعم والدي حافظت على تفوقي، ولن أنسى تشجيع ودعم معلمتي سارة العنزي التي رشحتني لجائزة الشيخ محمد بن صالح، وقد لاتتصور مدى الفرحة التي عشتها ولا أزال عندما علمت بفوزي بها. وتضيف قائلة: لدي حب واهتمام بالأعمال اليدوية منذ الصغر، والرسم هوايتي المفضلة، وكان طموحي أن ألتحق بقسم علم النفس لأتخرج كأخصائية نفسية، لأنني لاحظت أن قلة من المعاقين يتجهون لهذا التخصص، لذا أتمنى أن أكون من أوائل المتخصصين فيه. محمد سعد كفيف في ثانوية سعيد بن جبير بالدمام أنموذج للشاب الذي لم تقف الإعاقة البصرية حائلا دون تحقيق التفوق، بل على العكس من ذلك كانت دافعا له للتميز في المجالِ التقني عبر العديد من دورات تدريب المكفوفين على الحاسب الآلي واستخدام الهواتف الذكية كالآيفون والآيباد والآيبود. وعن هذه التجربة يقول: أقمت العديد من الدورات الناجحة في عدد من مدن المملكة عبر المحاضرات المباشرة وبرامج المحادثات الصوتية التي أجتمع من خلالها مع طلاب كفيفين من كافة الأقطار العربية. ولقد دربت أكثر من أربعين كفيفا وكفيفة على استخدام هذه الأجهزة الذكية التي باتت تعطي الكفيف استقلالية كاملة حتى بات الكفيف قادر على تصفح الإنترنت وقراءة الرسائل والاستفادة من معظم تطبيقات الجهاز مثل المبصر تماما وذلك عن طريقِ برنامج ناطقٍ يحول النصوص المكتوبة على الشاشة إلى صوت واضح ومسموع، مشيرا إلى أن جائزة الشيخ محمد بن صالح تعني له الكثير وهي بمثابة الدافع الكبير له للإجتهاد أكثر، كانت إعاقتي من أبرزِ الدوافع فقد أردت من خلالِ هذا التفوقِ أن أوصل رسالة للجميع مفادها أن الكفيف قادر على فعلِ أي شيء مادامت العزيمة موجودة، وإننا مثلكم تماما منا الناجح ومنا الفاشل ولكن في كثير من الأحيانِ يبرز أصحاب الإعاقة وينجحون، بل أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها غالبية الناس عن المكفوف، فمنهم من يعتقد أنه خارق يكاد يعرف المستقبل، ومنهم من يراه شخصا ضعيفا يمشي ويصطدم بالجدرانِ والأبواب وهذا غير صحيح، فالكفيف شخص عادي يستطيع أن يعتمد على نفسه ويقضي أغلب أموره اليومية دونما مساعدة من أحد. وبدوره يقول عبدالرحمن العقيل كفيف بصريا وطالب في كلية الشريعة لقد تفوقت ولله الحمد إثر تخرجي في القسم العلمي بثانوية الأندلس بالرياض حيث كانت الدفعة التي تخرجت فيها هي الأولى من فئة المكفوفين على مستوى المملكة والعالم العربي. وأضاف: من الصعوبات التي واجهتنا، عدم توفير الكتب بطريقة برايل، والحاجة إلى بعض الوسائل المساعدة، ولكننا تخطينا هذه المشكلة بابتكار وسائل من قبل المدرسين والطلاب، ومن المشاكل الأخرى التي تحد من نجاحاتنا، أننا لم نجد بعد تخرجنا المساعدة والتشجيع لاستمرارنا في الأقسام العلمية التي بالإمكان أن تتناسب مع الكفيف في الجامعة، وقد خاطبنا العديد من الجامعات في هذا الشأن إلا أننا لم نجد منهم التجاوب المطلوب.