أحد مشاهير قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي ومقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، هو الشيخ محمد رشاد بن عبدالسلام بن عبدالرحمن الشريف، شيخ الطريقة الخلوتية وصاحب الأوراد المشهورة التي منها الدرة والتحفة. ولد في مدينة الخليل بفلسطين عام 1925م انتقل إلى العيش في الأردن منذ العام 2002م وأصبح يؤم الناس في مسجد الملك عبدالله الأول في العبدلي. بدأ بتعلم ترتيل القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره. فقرأ القرآن الكريم على الشيخ حسين أبو سنينة وأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش، حتى أتقن القراءة القرآنية في سن 18 وكان متأثرا بقراءة المقرئ الشيخ محمد رفعت. وكان يسمعه الشيخ عبدالله طهبوب في العام 1941، والذي عمل على إرساله إلى الإذاعة الفلسطينية في مدينة القدس، ليستمع إليه أهل السماح وكان من بينهم الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقوا على قراءته، وفي العام 1943، استمع إلى محمد رشاد الشريف شيخ القراء في القرن العشرين، المقرئ محمد رفعت وكان كفيفا فقال عنه «إنني أستمع إلى محمد رفعت من فلسطين»، وليرد له برسالة في العام 1944 معتبرا إياه بمثابة محمد رفعت الثاني. عين الشيخ كقارئ للمسجد الأقصى في عام 1966، وكان يقرأ فيه جمعة بعد جمعة، لأنه كان أيضا يقرأ في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وأثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي في جدة في العام 1980، تم بحث أمر تكليف الشيخ محمد رشاد الشريف بتسجيل القرآن الكريم كاملا ليوزع على العالم، فطلب من وزير الأوقاف الأردني الأسبق كامل الشريف استدعاء الشيخ الشريف إلى عمان لتسجيل القرآن الكريم بصوته، وبالفعل بدأ التسجيل في العام 1948 وتولت وزارة الأوقاف الأردنية توزيع نسخ من هذا المصحف على كثير من ضيوف الأردن من العلماء والمسؤولين، وقد تم إصدار مصحف المسجد الأقصى المرتل بصوته، وأضيفت إليه قراءات المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الترتيلية البطيئة. ولدى الشيخ معرفة كبيرة في فن الخط، فهو يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي وقام بتأليف كتاب اللغة العربية للصف الأول بتكليف من وزارة التربية والتعليم في الأردن، واستخدم في كتابه خط الرقعة مستندا على الطرق الصحيحة في عملية التعليم للأطفال الصغار مبتدئا من الحرف ثم المقطع ثم الكلمة ومن ثم الجملة. والشيخ الشريف مثقف وبارع في نظم الشعر، وله ديوان شعري لم يطبع بعد؛ نظرا لتركيزه على علوم القرآن الكريم المتعددة. وللشيخ قصيدة المعلم المشهورة وكان قد بدأ بنظم الشعر في العام 1937، وله عدد كبير من القصائد تقارب المائة. وقد عمل الشيخ محمد رشاد بالتدريس فقام بتدريس اللغة العربية وعلم التجويد فترة تجاوزت 30 عاما، وهو صاحب كتاب القراءة العربية، الذي يدرس الآن في روضات الضفة الغربية بنجاح منقطع النظير. كما درس تجويد القرآن الكريم في جامعة الخليل، كلية الشريعة، وخرج الكثير من الحفظة والمتقنين للتلاوة في دور القرآن الكريم، وهو المرشد العام من قبل وزارة الأوقاف للإشراف على دور القرآن الكريم في مدينة خليل الرحمن، وامتحانات الحفظ والتجويد.