يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) من الضروري أن تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها أمتنا؛ حيث تكالبت عليها الأمم ليتعاون قادة العالم الإسلامي كما أمر الله سبحانه وتعالى في قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والسورية. نبي الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فمن الضروري جدا ومن المهم جدا أن تتداعى كل الدول العربية الإسلامية وكل المسلمين العرب ليجتمعوا ويتشاوروا في هذا المصاب الجلل الذي يضرب قسما عزيزا من هذه الأمة. إن في سورية أو في فلسطين فالجرح ينزف، والسكوت عن هذا النزف تقاعس لايرضى عنه الله عز وجل فالقمة الإسلامية الاستثنائية مطالبة أن تخرج بقرارات فيها خير العباد والبلاد فالتاريخ لن يرحم كما الواجب الشرعي والإنساني أمام هول المجازر التي ترتكب والأعراض التي تنتهك. إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى عقد هذه القمة تشكل موقفا مسؤولا من قائد عربي وإسلامي عودنا على المواقف المسؤولة فكل من يبادر إلى مثل هذه اللقاءات والاجتماعات الحميدة لإصلاح ذات البين، ولم الشمل ووحدة الصف، وجمع الكلمة ومعالجة القضايا والأمور فهو مشكور ومأجور عند الله. والشعوب الإسلامية شعوب وفية تحفظ من يحفظها. على القمة الإسلامية الاستثنائية أن تقدم حلولا عملية لما فيه خير هذا الشعب العربي والمسلم، وأن يكون من المقررات ما فيه الصواب وما فيه العلاج للخروج من هذه الأزمات خاصة أن القمة تعقد في أطهر بقاع الأرض، وفي أفضل الشهور عند الله. فأهلنا في سورية وفي فلسطين بحاجة لكل دعم. إن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأساسية. ومن المفترض أن تكون هناك خطوات عملية حازمة فيما يخص الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من مساندة هذا الشعب المقهور والمظلوم الذي تعرض للاحتلال منذ أكثر من ستين سنة وهو مازال يتعرض للظلم من العدو الصهيوني. لقد آن الأوان للعرب والمسلمين أن يقوموا، وأن يستيقظوا ليهبوا إلى نجدة هذا الشعب المقهور والمسلم، وأن يقفوا وقفة مشرفة وقفة واحدة وكتلة واحدة أمام هذا العدو الظالم.