أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، أن الإعداد للقمة الإسلامية الاستثنائية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين يحظى باهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يحرص على المبادرة بكل ما من شأنه خدمة الإنسان المسلم في المملكة وفي العالم أجمع، فهذا ما يشغل فكر قائد المسيرة العظيمة في هذه المملكة الرائدة في العالم. ورحب الأمير خالد الفيصل بالقادة والرؤساء العرب والمسلمين الذين يحضرون القمة في مؤتمر صحافي عقده البارحة في منزله بجدة، وقال فيه «إن خادم الحرمين الشريفين الذي يفكر في قضايا وشؤون هذه الأمة كان حريصا على أن تتم هذه القمة في هذا الوقت بالذات، وفي هذا الشهر الكريم، وفي مكةالمكرمة؛ نظرا للظروف التي تمر بها أمتنا وتتطلب تشاورا وتبادلا للرأي، ودراسة كافة التطورات وانعكاساتها على دولنا وشعوبنا»، وأضاف سموه قائلا: إن قيادة هذه البلاد التي شرفها الله تعالى بخدمة البيت الله الحرام حريصة على أن تخرج هذه القمة -إن شاء الله- بالمزيد من الخير والتوفيق لما فيه مصالح شعوبنا في مختلف أنحاء الأرض. مؤكدا أن انعقاد القمة في هذا الوقت بالذات الذي صادف الليالي الأخيرة المباركة من هذا الشهر ستتم -إن شاء الله- وفقا لما خطط لها سواء من الناحية المرورية أو الترتيبات الأخرى، وهذا يأتي تنفيذا لتوجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعداد خطة لأعمال قمة مكة بحيث لا تؤثر على الحركة المرورية للمركبات والمشاة في مكة، وأن يجري استقبال الضيوف وتوديعهم بسهولة ويسر». وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة: التضامن الإسلامي هو الشاغل الأول في فكر قادة هذه البلاد، وهو الهدف الأول لتحقيق خدمة الإسلام والمسلمين وسط هذه الأوضاع التي تشهد اضطرابات متعددة في جميع أنحاء العالم، فالمسلمون إذا توحدت كلمتهم توحدت آمالهم وتطلعاتهم، وملأت السعادة حياتهم جميعا. وأشار سمو الأمير خالد إلى أن انعقاد القمم في المملكة ليس جديدا علينا، وأن تجربتنا المتميزة في الحج وفي العمرة على مدى العام قد وفرت الميزات الكافية لنجاح ما يخطط له من تنظيمات، لا سيما في مثل هذه الظروف، وقال إن ذلك يعد دليلاً على قدرة هذه البلاد وقدرة المملكة وإنسان المملكة على تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي يعتبر نجاحها مقياسا حضاريا للأمم والمجتمعات، فضلا عن أهميتها لقياس قدرة الدول على إدارتها وحسن تنظيمها، مذكرا بنجاح القمة الإسلامية التي عقدت في مكةالمكرمة عام 1426ه الموافق 2005م، قائلا «لا عجب لو كان النجاح في تنظيم هذه القمة على مستوى تطلعات القيادة وعلى مستوى قدرات الإنسان السعودي، سواء كان في موقع المسؤولية أو المواطنين في أنحاء هذا البلد العظيم». وشدد سموه على دور المواطن قائلاً: «نحن لا نستغني عن مساهمة ومشاركة المواطن في المملكة أجمع وفي مدينة مكة بالذات، فكل ما يساعد على إنجاح القمة يظل علامة ناصعة في جبين كل سعودي. التأهب للنجاح وأوضح الأمير خالد الفيصل أن اللجنة العليا واللجان الفرعية التنفيذية للقمة عقدت عدة اجتماعات منذ مطلع الأسبوع الماضي، وأكد أن جميع الاستعدادات قد اتخذت؛ بما فيها الاستضافة والاستقبال والمرور والنقل والسكن وتجهيز صالات الاجتماعات وعلى كل الأصعدة، فكل يؤدي عمله بقدرة كبيرة تصبو إلى استقبال هذه الوفود بالتكريم والترحيب الذي تستحقه ويليق بها، ويودعون بالحفاوة وهم في غاية الراحة والطمأنينة والسعادة.. وقال «بهذه المناسبة أشكر زملائي في اللجنة العليا واللجان الفرعية التنفيذية وجميع الجهات الحكومية على ما تبذله من جهود واضحة وعمل لا يهدأ». لا تأثير على الحركة وأوضح سموه أن انعقاد القمة لن يؤثر إن شاء الله تعالى على حركة السير ولا على تنظيم أوجه الحياة بين مكةوجدة، كما أن كل شيء سيتم كما هو مقرر له، بما في ذلك الطواف والسعي وأداء الصلوات في أوقاتها غير أن سموه ناشد جميع المواطنين والمقيمين بأن يمنحوا الفرصة لضيوف هذه البلاد ويساهموا في إنجاح هذه القمة، وذلك بترك الأماكن المحيطة بالحرم المكي الشريف، خصوصا الواقعة بين قصر الصفا وأبراج وقف مكةالمكرمة، وقال «كلنا يؤمن بأهمية مكةالمكرمة، وكلنا على يقين بالرغبة والطموح بأن نكون على هذه الأرض المباركة في هذا الوقت المبارك، ولكن في هذه الظروف أهيب بإخواني المواطنين والمقيمين في المملكة أن يحدوا من السفر إلى مدينة مكة، لأن تركهم المجال للضيوف سيكون مدعاة لإنجاح القمة التي تعقد من أجل توحيد كلمة المسلمين وحل الأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي»، وأضاف «كلنا يدرك ما يشوب الحركة المرورية في المنطقة المركزية وطرقات مكة وما يصيبها من زحام كثيف يستدعي منا أن نمنح الفرصة للوفود للانتقال من القاعات ومقار السكن، لذا أهيب بالمواطنين والمقيمين في المملكة أن يبقوا في أماكنهم ولا يشدوا الرحال إلى مكة في هذه الأيام، خصوصا في الأسبوع الأخير من رمضان، كما أهيب بالجمعيات الخيرية التي تنظم حملات العمرة، وبأئمة المساجد أن يشاركوا في تثقيف الناس وتنويرهم بأهمية نجاح هذه القمة». وأشار سموه إلى أن منع الحركة سوف يقتصر وفق الخطة المرورية في المنطقة بين الصفا وأبراج وقف مكةالمكرمة، باعتبارها منطقة تنقل الوفود. الصلاة في مكة ولفت سموه إلى أن فضل الصلاة في المسجد الحرام كفضل الصلاة داخل الحدود الشرعية للحرم «وهذا يمكن الناس من الصلاة خارج المنطقة المركزية». واستطرد قائلا: الذروة ليست في يومي 26 و27، بل في آخر أسبوع من رمضان، خاصة الأيام من 24 إلى 27، لذا فإن الخطة معنية ببداية وصول الوفود ووزراء الخارجية مطلع الأسبوع المقبل، لعقد اجتماعات وزارية وتحضيرية قبل انعقاد القمة، سواء في مكةالمكرمة أو جدة. مؤكداً «لن يكون هنالك توقف للصلاة ولا للطواف أثناء القمة، فالتحدي الكبير أن كل شيء يجري دون توقف في الحركة». مشاركة غير المسلمين وأوضح الأمير خالد الفيصل في رده على سؤال ل«عكاظ» أن مشاركة غير المسلمين من الزعماء والقادة أو ممثلي المنظمات العالمية سوف تجري عبر اتصال مباشر ودائرة تلفزيونية مباشرة من قاعة خصصت لهذا الغرض في جدة. مسؤولية الإعلام وقال سموه إن هناك دورا كبيرا لوسائل الإعلام، وكذلك للمواطنين والمقيمين والمعتمرين لتحقيق هذا النجاح المنشود وإعطاء الفرصة للترتيبات المعدة لتنظيم هذه القمة على الوجه المطلوب، وذلك بالتوقف عن الذهاب إلى مكة أو الخروج منها؛ مساهمة منهم في تحقيق النجاح الذي تتطلع إليه، وأضاف «نأمل من الصحافة والتلفزيون والقنوات الرسمية والفضائية والإذاعات أن تساهم معنا في توعية الناس بأهمية هذا المؤتمر وبمشاركتهم في المسؤولية».