« طاحون الشر » مسلسل رمضاني لطواحين تعلن دورانها بين الحب والصراع على المال، أطلق اسم طاحون الشر على المسلسل من قبل صناع العمل وهو من تأليف «مروان قاووق» وإخراج «ناجي طعمي». يرصد العمل فترة الاحتلال الفرنسي في سورية، كما كل المسلسلات السابقة المتناولة للبيئة الشامية، وعلى خطى بيت جدي وباب الحارة. يمزج مسلسل طاحون الشر بين الحكايات الشامية الشعبية والمشكلات اليومية الاعتيادية وبين المسار السياسي النضالي ضد المحتل الفرنسي فتكررت الشخصيات من ثوار، و «عواينية» والأمكنة من الغوطة وصولا إلى الميدان. تبدأ القصة منذ قيام (فخرية) بإبعاد الطفل (زيدو) (يقوم بدوره الفنان وائل شرف) عن أمه فيعيش «زيدو» بعيدا عن أبيه الزعيم وعن حارته وعندما كبر وعاد صدمت (فخرية) وكبر الصدام.. عندما خرج من الحارة قرر عاصم شقيق فخرية قتل الزعيم وفعل، فاتهم «أبو شكري» بمقتل أخيه، ومن هنا تفجرت الأحداث.. جديد العمل ليس بممثليه وكلهم خاضوا تجربة مسلسلات البيئة الشامية بل بنوا مجدهم عليها وليس بالكاتب مروان قاووق وباب الحارة هو صاحب قصته بل بالمخرج ناجي طعمي الذي دخل إلى الحارات الشامية للمرة الأولى عبر هذا العمل الذي لم يحمل معه أية إضافة. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يقدم «طاحون الشر» من جديد ؟! وهو سؤال جوهري مع تكرار يكاد يكون استنساخا في مسلسلات البيئة الشامية وهو ما أفقدها رونقها وإن بقي جزء كبير من المشاهدين العرب يتابعونها من موقع الحنين إلى باب الحارة. إلا أن لعبة الصراع بين الخير والشر وانتصار الحارة دائما مهما كان اسمها يجعل مسلسلات البيئة الشامية أمام تحدي ابتكار رؤية أخرى إن لم تكن حكايا أخرى تجعل لهذا النوع من المسلسلات جدوى ولكي لا تصبح غير ذي جدوى عند المشاهد لا بد أن تتقلص نسبته سنة بعد أخرى.