لا تزال مسلسلات البيئة الشامية تجذب المنتجين بعدما حققت في السنوات الأخيرة إقبالاً جماهيرياً. وجديدها هذا الموسم مسلسل «الشام العدية» الذي ستعرضه «روتانا خليجية»، وهو الجزء الثاني من مسلسل «بيت جدي» الذي عرض الموسم الماضي. ويتناول، استكمالاً لجزئه الأول، مرحلة مبكرة من القرن العشرين من خلال قصة اجتماعية تمتزج بالجانب النضالي والثوري زمن الاحتلال الفرنسي، وتعطي صورة موسعة عن دمشق في تلك المرحلة. المسلسل من كتابة مروان القاووق وإخراج إياد نحاس وبطولة سامر المصري وبسام كوسا وصباح الجزائري ووفاء موصللي وصالح الحايك (يؤدي شخصية «أبو راشد» التي أداها الراحل ناجي جبر في الجزء الأول من المسلسل) وأنطوانيت نجيب وطلحت حمدي وسحر فوزي. الممثل سامر المصري يجسد شخصية «رسلان» الملقب ب «أبو حجاز»، وهو اسم شهير في فترة الاحتلال الفرنسي، فهو زعيم الثوار في الغوطة، وكان اسمه يدب الرعب في نفوس المحتلين. وانطلاقاً من هذه الشخصية تبدأ الأحداث، بعد استبعاد «ابو حجاز» عن الحارة بسبب سوء فهم بينه وبين أحد أصدقائه لسبب سيتضح من خلال توالي الأحداث. سامر المصري أكّد أنّ «الشام العديّة» هو المسلسل الوحيد الذي يشارك فيه هذه السنة، وبذلك ينفي الإشاعات حول مشاركته في الجزأين الرابع والخامس من مسلسل «باب الحارة». وكان بعضهم اعتبر أنّ «الشام العديّة» هو محاولة لإفراغ «باب الحارة» من محتواه ولجذب مشاهديه، ولكن المصري الذي حاول الإبتعاد عن هذا الموضوع وتفادي الغوص فيه إذ «كفانا ما قد نُشِر على صفحات الجرائد والمجلات» لم يستطِع إلاّ أن يفصح أنّ «أكثر مَن ساهم في إفراغ «باب الحارة» من محتواه هو المخرج بسّام الملا بنفسه». وأضاف أنّه لا يمكن أن يكون هدف «الشام العدية» منافسة «باب الحارة» لأنّ كاتب المسلسلين هو نفسه، «ولا يمكن أحداً أن يسعى الى منافسة نفسه». الكاتب مروان قاووق أوضح أنّه انسحب من كتابة الجزء الرابع والخامس فاكتفى بتحديد القصة فقط في حين توّلى كتابة السيناريو والحوار كاتب آخر. أمّا وجود مخرج العمل إياد نحّاس في السجن بسبب دعوى نفقة من زوجته فلم يوقف المسلسل واستمر التصوير بوجود مخرج آخر، وقد أوضح سامر المصري أنّ غياب مخرج عن بعض أيام التصوير هو أمر كثيراً ما يحدث في المسلسلات الطويلة. وردّاً على سؤال حول كثرة الأعمال التي تعكس البيئة الشامية القديمة والتي يمكن المشاهد أن يكون قد ملّ منها قال الكاتب قاووق: «إنّ نسبة هذه الأعمال قليلة جداً قياساً بالمسلسلات التي تتحدّث عن البيئة المعاصرة»، وأضاف: «يمكن المشاهد أن يختار ما يحلو له»، مستبعداً فكرة أن يكون الجمهور العربي قد ملّ هذا النوع من المسلسلات بخاصّة أنّ تشابه الأحياء لا يعني تشابه القصص فيها، فكل حيّ وكل بيت وكل شخص يحمل قصّة مختلفة. وتابع مروان قاووق مجيباً عن سبب تهميش دور المرأة في أعماله: «إنّ البيئة التي نتحدّث عنها هي التي تفرض تصرّف بعض الشخصيات، فالمرأة في ذلك العصر لم تكن تعمل في الشركات ولا في المصانع، بل كان دورها يقتصر على أن تكون ربّة منزل». وأشار إلى أنّه يعتبر أنّ المرأة في ذلك الزمن كانت تتمتّع بقيمة أكبر من ناحية اهتمامها بعائلتها إذ كانت تصبّ كل اهتمامها على تربية أولادها والعناية بزوجها، أمّا اليوم فقد صارت توكل أمر تربية الأولاد إلى إحدى المربيات، «لكن ذلك لا يعني أنّني أرفض أن يكون للمرأة دور فاعل في المجتمع، على العكس، أنا أؤمن أن المرأة اليوم هي الوزيرة والطبيبة والمعلمة ومديرة الشركات... ولكنّ ذلك يجب ألا يأخذ مكان دورها في عائلتها». أمّا عن الإكثار من مشاهد المقاومة ضد الإستعمار فقال قاووق إنّه حاول تنويع المشاهد بين المقاومة والضحك والبكاء والرومانسية والخطر والإثارة والحب، «فأنا أعتبر أنّ تنوّع المواضيع يساعد في استقطاب نسبة أكبر من المشاهدين». يذكر ان أغنية المقدّمة في مسلسل «الشام العدية» ستكون بصوت الفنّان اللبناني عاصي الحلاّني «الذي اختارته كلمات الأغنية بنفسها»، كما يؤكد القائمون على هذا العمل.