سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محاولات إيرانية لاستنساخ «حزب الله» .. ومصالحة مع الماضي «عكاظ» تبحث في تفاصيل سورية مابعد الأسد .. مستشار ديفيد كاميرون ورئيس مركز السلام في أكلاهوما: «4»
تجاوز المراقبون والمحللون السياسيون مرحلة نظام بشار الأسد، إذ بات الحديث الآن يتركز على سورية ما بعد الأسد وما تتضمنه هذه المرحلة من صراعات وصعوبات جمة لبناء الدولة التي دمرتها الحرب بين النظام والمعارضة. وفي هذا الإطار أكد رئيس مركز السلام في جامعة أوكلاهوما والمتخصص في الشأن السوري البروفسور جوشوا لا نديس في تصريح ل«عكاظ»، أن أكبر الخاسرين من مرحلة ما بعد الأسد، هي إيران وحزب الله، متابعا القول: إن طهران تحاول استنساخ تجربة حزب الله اللبناني في سورية عن طريق بعض الطوائف التابعة لها، بيد أنه قال إن هذه المحاولات ستبوء بالفشل، نتيجة اختلاف المجتمع السوري. وأشار إلى إن بشار الأسد أصبح من الماضي بالنسبة للسوريين، فسوريا الآن بدأت تتشكل بدون هذا النظام. لكنه حذر من أن عدم تدخل المجتمع الدولي سيطيل الأسد لفترة أخرى، ما يعني المزيد من الدم. وأوضح إن أبرز التحديات التي تواجه سورية ما بعد الأسد هي الوحدة بكل أبعادها، الجغرافية والسياسية والاجتماعية، إذ لا بد أن تكون سورية قوية وموحدة كما كانت في السابق، لا فتا إلى أن المعارضة قادرة على إسقاط نظام الأسد، مشككا في قدرتها على البناء. واستبعد لانديس احتمال اندلاع الحرب الأهلية في سورية، معللا ذلك بأن سورية لم تحكمها الطائفة وإنما الأسرة الأسدية، وبالتالي لا يوجد هناك حقد على طائفة وإنما على عائلة، لكنه أضاف: «علينا الانتظار أكثر لنرى أي طريق ستسلك سورية». فيما رأى جيمس دينسلو مستشار الحكومة البريطانية لشؤون الربيع العربي في سؤال ل«عكاظ»، أن سورية سوف تواجه تحديا كبيرا على صعيد الاستقرار والتنمية عقب الرحيل المتوقع لنظام الرئيس بشار الأسد. فسوف يتحتم على البلد التصالح مع ماضيه، والتوصل إلى المزيد من الوحدة للتوافق على نظام للحكم في المستقبل. كما أن الانقسامات المذهبية والعرقية والطائفية، لا بد من أن تلقى المعالجة المناسبة، وكذلك الشرخ بين المدينة والريف، والقضايا الاقتصادية الكثيرة، التي سوف تحدد التوجه المستقبلي للبلاد. وأضاف مستشار ديفيد كاميرون إن تقلص هيبة الدولة خلال الأشهر ال18 الماضية، سمح لمجموعات ذات علاقة بالقاعدة بالدخول إلى البلد، الأمر الذي قد يشكل تحديا كبيرا، على المدى الطويل، على الاستقرار في المستقبل، كما يظهر ذلك من التجربة العراقية. أما العنصر الرئيسي الذي ينعكس على جميع هذه التحديات، فهو كيفية رحيل الأسد وتوقيتها. فإذا حصل ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، يمكن لبنى الدولة التحتية أن تبقى صالحة وقابلة للتوريث. لكن سيناريو الكابوس المزعج فهو اتساع مدى الحرب الأهلية لدرجة تدمير العديد من مدن البلاد، وإعادة البلد عقدا من الزمن إلى الوراء. أما على السؤال ما إذا كانت سوريا ستكون الأضعف على الساحة العربية والإقليمية والدولية، فأجاب «دنسلو»:«على المدى القصير سوف تنعكس تحديات سورية الداخلية سلبا على قدرتها على توسيع نفوذها خارج حدودها. وإذا تحولت إلى دولة ضعيفة ومنقسمة مثل لبنان، فإنها قد تجد نفسها أرض معركة لأزمات أخرى. وعلى المدى المتوسط والطويل، تستطيع سورية ديموقراطية أن تمارس ضغوطا أقوى على الصعيد الدولي لحمل إسرائيل على إنهاء احتلالها لهضبة الجولان السورية.