استفاد جموع المعتمرين والزوار من صناديق الأمانات التي تم إنشاؤها في الساحات الجنوبية للمسجد الحرام والتي ساهمت بشكل كبير في الحد من عمليات ضياع حقائبهم وخاصة بطاقات الصراف وبطاقات الهوية الشخصية وغيرها من الوثائق المهمة الأخرى، مشيرين إلى أن تنظيم الصناديق جيد، فالمعتمر يضع وثائقه في أحد الصناديق ثم يحصل على رقم ليعود بعد الطواف أو الصلاة ويتسلم وثائقه مقابل ريالات معدودة. واقترح عدد من المعتمرين التوسع في إنشاء هذه الصناديق وخاصة في الساحات الشرقية والغربية وفي الفنادق والوحدات السكنية، كونها تسهم في الحفاظ على وثائق المعتمرين من الضياع والنشل داخل الحرم والساحات وخاصة في المواسم. وقال المعتمر سياف العسيري: إن صناديق الأمانات التي تم وضعها من قبل رئاسة الحرمين أمام باب الملك عبدالعزيز خطوة إيجابية للحفاظ على مستلزمات المعتمرين من الضياع، ولكنها غير كافية، إضافة إلى أن أعدادا كبيرة من المعتمرين ليست لديها دراية بهذه الصناديق منوها بأن يتم وضع شاشات توعية بكل اللغات لحث المعتمرين والحجاج على وضع حقائبهم ونقودهم في صناديق الأمانات للحفاظ عليها من الضياع أو النشل. وبين المعتمر محمد السعدي أن أحد أقاربه فقد وثائق مهمة وبعض النقود عند الطواف في ظل الزحام الشديد، حيث كان مضطرا لحملها معه لأنه ليس لديه دراية عن صناديق الأمانات لأنها المرة الأولى التي يؤدي فيها العمرة منذ وقت طويل. وأبان عدد من ضيوف الرحمن أن تقوم الفنادق الكبيرة بإنشاء صناديق أمانات عامة وتوعي المعتمرين بوضع نقودهم ووثائقهم فيها أسوة بالصناديق الموجودة في الساحات الجنوبية للحرم.. ولفت المعتمر هادي حجازي إلى أن عددا كبيرا من المعتمرين يسكنون في فنادق ووحدات سكنية، ومن المفترض أن يقوموا بوضع وثائقهم ونقودهم في خزانات الفنادق أو في صناديق الأمانات التي تم إيجادها في الساحات حفاظا عليها من الضياع أو السرقة، ولكن العديد منهم يصرون على اصطحاب وثائقهم ونقودهم معهم خلال الطواف والسعي رغم الزحام الشديد، مما يعرضها للنشل من قبل بعض ضعاف النفوس الذين يستغلون هذا التجمع البشري لتحقيق مكاسب مالية من خلال النشل. من جهة أخرى أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في رئاسة الحرمين أحمد بن محمد المنصوري أنه تم تكثيف خدمة الصناديق المخصصة لحفظ الأمانات حول المسجد الحرام التي صممت بطريقة حديثة جدا بحيث يتم فتحها الكترونيا وبأحجام وسعات مختلفة تتلاءم مع كافة الاحتياجات لضيوف الرحمن وقد خصص لتلك الصناديق كبائن مكيفة وعليها حراسة أمنية. وتهدف الرئاسة من هذا المشروع الحضاري إلى تقديم المساعدة لرواد المسجد الحرام في المحافظة على مقتنياتهم من الضياع، والقضاء على ظاهرة وضع الأمتعة في ممرات المصلين وتعليقها على جدران وساحات المسجد الحرام، ويصل عدد هذه الصناديق إلى ألف وثلاثمائة وستة وخمسين صندوقا، موزعة على عدد من المواقع داخل ساحات المسجد الحرام.