كشف عدد من المعتمرين والزوار أن صناديق الأمانات التي تم إيجادها في الساحات الجنوبية للحرم الشريف ساهمت بشكل كبير في الحد من عمليات ضياع وثائقهم الرسمية، وخاصة بطاقات الصراف وبطاقات الهوية الشخصية وغيرها من الوثائق المهمة الأخرى، مشيرين إلى أن تنظيم الصناديق جيد، فالمعتمر يضع وثائقه في أحد الصناديق ثم يحصل على رقم ليعود بعد الطواف أو الصلاة ويتسلم وثائقه مقابل ريالات معدودة. واقترح عدد من المعتمرين التوسع في إنشاء هذه الصناديق وخاصة في الساحات الشرقية والغربية وفي الفنادق والوحدات السكنية، كونها تسهم في الحفاظ على وثائق المعتمرين من الضياع والنشل داخل الحرم والساحات وخاصة في أيام الذروة. وأشار المعتمر رفعت حسين إلى أن صناديق الأمانات التي تم إيجادها أمام باب الملك عبدالعزيز خطوة إيجابية للحفاظ على وثائق المعتمرين من الضياع، ولكنها غير كافية، إضافة إلى أن أعدادا كبيرة من المعتمرين ليست لديها دراية بهذه الصناديق ولذلك لاتلجأ إلى وضع وثائقها بها، مقترحا أن يتم وضع لوحات توعية بكل اللغات لحث المعتمرين والحجاج على وضع وثائقهم ونقودهم في صناديق الأمانات للحفاظ عليها من الضياع أو النشل. وبين المعتمر حسن النقيب أن أحد أقاربه فقد ثلاث وثائق مهمة وبعض النقود عند الطواف في ظل الزحام الشديد، حيث كان مضطرا لحملها معه لأنه لا يدري من الأساس عن صناديق الأمانات، لأنها المرة الأولى التي يؤدي فيها العمرة منذ عشرين عاما. واقترح النقيب أن تقوم الفنادق الكبيرة بإنشاء صناديق أمانات عامة وتوعي المعتمرين بوضع نقودهم ووثائقهم فيها أسوة بالصناديق الموجودة في الساحات الجنوبية للحرم. وأوضح المعتمر فهد الدهمشي أنه أصر على وضع بطاقات البنوك والهوية الشخصية ومبلغ مالي كبير في حزام ربطه على بطنه للحفاظ عليها ولم يضعها في صناديق الأمانات، رغم أن البعض نصحوه بعدم الطواف بوثائقه ولكنه أصر على ذلك وخلال الطواف فقدت منه، بعد أن تعرض للنشل وفقد المبلغ المالي الذي لم يكترث أو يحزن على ضياعه قدر حزنه وكدره لضياع وثائقه، حيث سيحتاج إلى وقت طويل لاستخراج وثائق بديلة. وبين المعتمر حسين باعطية أن جل المعتمرين يسكنون في فنادق ووحدات سكنية، ومن المفترض أن يقوموا بوضع وثائقهم ونقودهم في خزانات الفنادق أو في صناديق الأمانات التي تم إيجادها في الساحات حفاظا عليها من الضياع أو السرقة، ولكن العديد منهم يصرون على اصطحاب وثائقهم ونقودهم معهم خلال الطواف والسعي رغم الزحام الشديد ، مما يعرضها للنشل من قبل بعض ضعاف النفوس الذين يستغلون هذا التجمع البشري لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة. وأكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن شريحة كبيرة من المعتمرين تصر على اصطحاب الوثائق الرسمية والنقود خلال الطواف والسعي مما يعرضها للضياع أو النشل ،مشيرا إلى أن الجهات الأمنية تتابع بشكل دقيق النشالين وتقبض عليهم بالجرم المشهود ، وقد تم القبض على أكثر من (11) عصابة نشل كل عصابة مكونة من عدد من الأشخاص وعثر معهم على جوالات وبطاقات وإثباتات شخصية رغم إنهم يتخلصون من الوثائق الرسمية برميها، مهيبا بالمعتمرين لعدم اصطحاب النقود والوثائق عند الطواف والعمل على وضعها في صناديق الأمانات للحفاظ عليها.