أكد عدد من الخبراء والمحلليين السياسيين في أوروبا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد. وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إن تقسيم البلاد إذا حدث ستكون له عواقب وخيمة على دول منطقة الشرق الأوسط. وشددوا على ضرورة تفادي الصراع الطائفي بين السنة والعلويين حتى لا تدخل سورية في متاهات الحرب الأهلية. وقال د. فولكر بيرتيس مدير مؤسسة العلوم السياسية في برلين والخبير في شؤون الشرق الأوسط إن اجتماعا مصغرا للمعارضة السورية عقد بناء على دعوة منه وشارك فيه 50 معارضا توصل إلى وثيقة شاملة لمرحلة ما بعد نظام الأسد، وكيفية نقل الحكم عبر مرحلة انتقالية سلمية تشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري. ورأى د. هانس كريستوف كرواس الخبير في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ التاريخ الحديث في جامعة باساو الألمانية أن التحديات التي تواجه سورية في الوقت الراهن هي في الأساس تحديات جيوسياسية واستراتيجية تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ككل، وتأمين طرق النفط والغاز. وقال إن الصعوبات التي ستواجه سورية في مرحلة ما بعد الأسد كثيرة؛ وأبرزها وحدة أراضي البلاد التي ينبغي أن تعطى أولوية في المرحلة المقبلة، إذ أن تقسيم سورية ستكون لها عواقب وخيمة على دول منطقة الشرق الأوسط ككل. وقال إن أوروبا على دراية بالتحديات الكبيرة التي تواجهها سورية، ما جعلها تضع أجندة لمرحلة ما بعد الأسد؛ إلا أن هذه الأجندة اقتصرت على عملية الإعمار والبناء وبقي الملف السياسي متخلفا. أما كمال حمدي الخبير في شؤون سورية والشرق الأوسط، والكاتب الصحفي المقيم في ألمانيا، فأشار إلى أن أوروبا ليس لديها مشروع لما يمكن أن يكون عليه الوضع في سورية مابعد الأسد. وهي تنتظر قرارا أمريكيا وفي نفس الوقت تستبعد حلا على الطريقة الليبية، إذ أن أزمة سورية أكثر تعقيدا، ويدخل فيها طرف استراتيجي يتمثل في إيران وحزب الله، ما قد يدفع إلى صراع طائفي بين السنة والعلويين. وهو التحدي الأكبر والأهم في المرحلة المقبلة. ومن شأن تفاقمه الزج بالبلاد في متاهات حرب أهلية. ولفت إلى احتمالات حلول عدة طرحت لتجاوز المأزق السوري أبرزها وقوع انقلاب عسكري داخل السلطة كان متوقعا أن يقوده آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد غير أنه اغتيل أوقتل ومن ثم بات هذا الحل مستبعدا.