أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة في الخارجية الألمانية أن برلين تستعد لمرحلة ما بعد الأسد، وأن هناك لقاءات تجريها الخارجية الألمانية مع المعارضة السورية للتخطيط لما بعد الأسد، ووضع خطة لمرحلة انتقال سياسية تأخذ فترة محددة موضحا أن المشروع الألماني شبيه بمشروع مارشال الذي أنقذ ألمانيا من جراء خراب الحرب العالمية الثانية. وكشفت مصادر مطلعة ل«عكاظ» أن الدبلوماسي غونار فيلتهولتس والذي كان يرأس مشروع تنمية أفغانستان يعمل حاليا مع المعارضة السورية لوضع برنامج لإعادة البناء والتعمير، وأن الميزانية التي ستتحرك بها ألمانيا مع المعارضة السورية ستبدأ بمبلغ 1.2مليون يورو حيث تشارك دول أخرى في مجموعة أصدقاء الشعب السوري. وفي هذا السياق أكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط البروفوسور أودو شتاينباخ ل«عكاظ» أن إيران ستتضرر كثيرا من سقوط الأسد، وستفقد حلفاءها ليس فقط في دمشق وإنما في لبنان وفلسطين إلى غزة معتبرا أنها خسارة كبيرة لطهران ستجعلها تعيد حساباتها وسياساتها تجاه منطقة الخليج ودول مجلس التعاون الخليجي. وأشار شتاينباخ في تصريحاته ل«عكاظ» أن مرحلة ما بعد الأسد ستشهد لاعبين مهمين في منطقة الشرق الأوسط. معتبرا أن استقرار مصر والحفاظ على السلام ما بين إسرائيل ومصر من أهم الملفات التي سيكون لها طرف في التهدئة في الوضع السوري الذي ربما يتفاقم ما بعد الأسد إذا ما تم تقسيم البلاد. وقال إن الجانب الأوروبي يضع أهمية كبيرة على الدور العربي لا سيما جهود المملكة من أجل تحقيق انتقال سلمي في سورية، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. لافتا أن المنطقة ما بعد الأسد ستشهد صراعا تركيا إيرانيا يمكن الحد منه إذا التزمت تركيا بانتمائها للسياسة الأوروبية واحتواء إيران عبر «مصالحة» في البرنامج النووي الإيراني وسياسات حكيمة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت شتاينباخ عن مخاوفه من تسرب أشعة نووية عن طريق مجموعات إرهابية دست نفسها في الصراع الحاصل في سورية منوها أن احتمالا كبيرا أن تكون هناك عصابات من القاعدة قد اندست ما بين الثوار ..كما حذر من تدهو ر الأوضاع ما بعد الأسد، وتحول الصراع إلى صراع ديني ما بين مسلمين سنة وعلويين ومسيحيين بجميع فئاتهم وأكراد معتبرا أنه إذا حدث هذا السيناريو فإنه سينقل المنطقة إلى حرب أهلية أكيدة.