بعد فترة انقطاع دامت لأكثر من 30 عامًا منذ أخر أعماله التليفزيونية «دموع في عيون وقحة»، عاد النجم عادل إمام للشاشة الصغيرة بمسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي يتصدر قائمة المسلسلات الرمضانية لهذا العام، وأيضًا المواقع الإسرائيلية العبرية والعربية، التي نجحت في قرصنة وسرقة العديد من مسلسلات رمضان لكن «ناجي عطا الله» كان له نصيب الأسد قبل بدء عرضه على شاشات التليفزيون المصري بأيام. تدور أحداث المسلسل حول شخصية ضابط مصري متقاعد كان يعمل بالسفارة المصرية في تل أبيب ويقرر الإنتقام من إسرائيل بسبب أعمال العنف ضد الفلسطنيين ليقرر السطو على أحد البنوك الضخمة في تل أبيب بمساعدة مجموعة من تلاميذه. وتتوالى أحداث المسلسل لتمر بالعديد من المفارقات خلال عبورهم بالأموال بعدد من الدول. وقد أخذ المسلسل عدة مراحل بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات وكانت فكرة العمل فيلم سينمائي ليتحول إلى مسلسل من 30 حلقة. شارك النجم عادل إمام مجموعة من النجوم المصريين والعرب، منهم: أنوشكا وأحمد السعدني ومحمد عادل إمام وعمرو رمزي ونضال الشافعي وعمرو يوسف وهيثم أحمد زكي والتونسية سناء يوسف، ويتميّز تتر المقدمة والنهاية بموسيقى تصويرية خاصة بالمسلسل للموسيقار عمر خيرت، والإخراج لرامي إمام، والتأليف للكاتب يوسف معاطي. ويذكر أن المسلسل يتعرّض لحملة ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) للمطالبة بمقاطعته كون الفنان عادل إمام أحد مؤيدي النظام السابق ولا يزال اسمه مدرجًا ضمن القائمة السوداء، وعلّق إمام في تصريحات صحفية أنه يعتبر هذه الحملة أمرًا لا يستحق التعليق عليه، فالجماهير في انتظار العمل ووصلت له إشادة من الكثيرين ممن شاهدوا مجرد إعلان المسلسل. وعن غضب بعض الإسرائيليين من «برومو» العمل، طبقًا لما نُشر في عدد كبير من الصحف الإسرائيلية ومنها الصحيفة الأولى لديهم «يديعوت أحرونوت»، وأنه أساء إلى الإسرائيليين بمسلسله، قال عادل إمام إنه سبق وقدم فيلم «السفارة في العمارة» ونال تقريبًا نفس ردود الأفعال لكن الحكم على المسلسل بمجرد مشاهدة «البرومو» شيء غير منطقي وإن كانت مشاهد المسلسل الفعلية من الممكن أن تُغضبهم أكثر. وكانت قد صدرت في العاصمة المصرية القاهرة رواية «فرقة ناجي عطا الله» للكاتب يوسف معاطي عن الدار المصرية اللبنانية للنشر تزامنًا مع عرضها تليفزيونيا في مسلسل رمضاني بنفس الاسم. وتقع الرواية في 490 صفحة من القطع المتوسط وتتكون من 12 فصلا طويلا وتضم كامل الأحداث والوقائع الدرامية التي تقرر حذفها من المسلسل لأسباب فنية أو رقابية أو أمنية. وبينما يبدو من المشاهد القليلة التي تم عرضها من المسلسل التليفزيوني، فإن الرواية المكتوبة تختلف بشكل كبير عن الشكل الدرامي الذي يعتمد على «الأكشن» الكوميدي، في حين تعتمد الرواية على نظرية المأساة وعمقها والبحث عن جذورها. ويدور الحدث الرئيس في رواية «فرقة ناجي عطا الله» حول سرقة بنك في قلب إسرائيل لكن معنى السرقة يكتسب أبعادًا سياسية واجتماعية ليلمح إلى سرقة أكبر يقوم بها عدو غاشم هي سرقة وطن بكامله وإغراقه في المشكلات والتفاصيل مما يتيح للكاتب أن يغوص في طريقة تفكير العدو وطرق تعامله مع فرائسه وإصراره على الكذب والسرقة والنهب والادعاء وتوظيف البشر بالمال والنساء. وتتنقل أحداث الرواية بين عدد كبير من الدول والمدن واللغات واللهجات والثقافات والأحداث، فمن العاصمة المصرية إلى الأراضي الفلسطينية إلى مدينة رفح الحدودية إلى العاصمة العراقية بغداد وتركيا ودول الشام. وفي الأحداث يتنقل بطل الرواية العجوز ناجي عطالله وفرقته الشابة إلى الكثير من المعارك ومحاولات الهرب والترقب والانفعالات وسط جو أقرب إلى عالم المخابرات بتفاصيله الدقيقة وصولا إلى التعاطي مع خلافات حركتي المقاومة الفلسطينية فتح وحماس لتحقيق هدف الرحلة التي ترصدها الرواية.