لعل من حسن حظوظ العالم الإسلامي والعالم المناصر للحق وجود ملك عادل ورحيم وحكيم وناصر للمظلومين والمكلومين. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما أعلن حملة نصرة أشقائنا السوريين لم يكن ذلك بمستغرب منه فهو قائد مملكة الإنسانية والمخلص لقضايا وطنه وأمته. ولعلي أدرك تماما أن الشعب السعودي بما عرف عنه من نبل وكرم له مواقف مشرفة في نصرة المظلومين والمقهورين من الأشقاء والأصدقاء في سائر الدول العربية والإسلامية والصديقة، وبما أننا في هذا الشهر المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات والخيرات فإننا نريد أن نجعل هذه الأيام المباركة أياما بأرقام قياسية في البذل والدعم السخي، ونسجل بمداد من ذهب لمملكة الإنسانية والعطاء والوفاء قدرتها الفائقة في نصرة المظلومين.. نريد أن نرسل رسالة إلى العالم أجمع أن السعودية قيادة وشعبا الداعم الأول للحق والفضيلة والإخاء ونبذ العنف والاعتداء والتسلط والجبروت. هذه الأيام المباركة هي أيام الصدقة فهي تطفئ غضب الرب، ودواء للمرضى ودفع للبلاء وفرصة سانحة لدعم الشعب السوري الأبي خاصة أن ملامح وبشائر النصر تلوح في الأفق، فعلينا أن نعجل ونسرع بهذا الدعم من الزكاوات والصدقات لهؤلاء الأشقاء الأحرار في نصرة المظلوم. وإعانة المحتاج واجبة وهذا الشعب يعيش الآن في أحلك الظروف والمحن والمآسي والدمار والشتات والقهر والطغيان والتسلط والتعذيب، ولنتصور لو أن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة تبرع فقط بخمسة ريالات لأصبح المجموع لا يقل عن 100 مليون ريال إذا افترضنا أن عدد المتبرعين 20 مليونا فما بالك أيضا بتبرعات الموسرين.. هي دعوة لكل إنسان في أن يتنازل عن رحلة برية أو بحرية أو جوية ويقدم مبلغها لإخوانه السوريين أو يتنازل عن وجبة عشاء أو غداء في مطعم فاخر أو عن تكاليف حضور مباراة رياضية ويقدم مبلغها لأشقائه السوريين فيكسب الأجرين وأكثر.. أجر الإيثار وأجر الصدقة وأجر الترابط والتواصل والتعاضد والمساندة.