أكد ل«عكاظ» علماء ودعاة أن أمر خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب السوري سديد وموفق ويعد مواصلة لما انتهجته هذه البلاد من وقفات قوية وصادقة مع المنكوبين والمضطهدين في شتى أنحاء العالم. وقال الداعية المعروف الدكتور عائض بن عبدالله القرني إن الدعوة لجمع التبرعات دعوة مباركة، أجرها عند الله عظيم، لمن دعا إليها ولمن نشرها ولمن ساهم في نشرها من الخطباء والوعاظ وغيرهم، فهي من الجهاد في سبيل الله تعالى، لنصرة شعب حر أعزل، فلا يدري العبد لعل الله خذل الهيئات الأممية عن دعمهم ليبقوا على تعلق بأن الله هو ناصرهم، فلنبادر بالدعم ونحن نرى بشائر النصر تظهر وتتجلى علاماتها، وليستحضر المنفق في قلبه أنه بإنفاقه يسد جوعة جائع ويستر عورة مشرد بين تركيا ولبنان والأردن وغيرها، ويدفع أذى جيش فاجر، ويعجل برفع مظلمة عن شعب ويدرأ فتنة عن الناس. أما عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم المطلق فأكد أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإطلاق حملة الإغاثة الشعبية دعوة صادرة من إمام المسلمين وفيها توجيه كريم وأبوي، صادر من قلب رحيم حريص على الأمة لحل مشاكلها وتضميد جراحها ومواساة محتاجها وليس هذا غريبا على المملكة فهي في مقدمة التسابق على الخيرات. جهود مبذولة أما أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ صالح السدلان فثمن كل الجهود المبذولة في تنظيم الحملة وتوزيع أماكن استقبال التبرعات في كل مناطق المملكة وفي جميع المصاف، داعيا المسلمين إلى أن يجودوا بالخير وأن يقدموا لأنفسهم خيرا فإنهم سيجدونه عند الله مدخرا لهم أوفر ما يكون لهم وكل مسلم سيعيش يوم القيامة في ظل صدقته فبادروا وأنفقوا ينفق الله عليكم خيرا مما أنفقتم، داعيا الله تعالى أن يوفق الجميع للعمل على تجسيد خطاب خادم الحرمين الشريفين وتفعيله وأن يوفق القائمين بذلك ويؤيد جهودهم فلهم نصيب من الخير لما بذلوا من جهود وكذلك للجان المتولية الإرسال أن تكون على مستوى المسؤولية وإيصالها لأهلها بدقة وأمانة. هموم الأمة من جانبه أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والداعية الشيخ عبدالعزيز بن نوح أن أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإطلاق الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري دليل حرص على هموم الأمة الإسلامية، وقال: في شهر رمضان يشعر العبد بالقرب إلى الله، ولذا فتراه لا يرى في الدنيا ما يستحق التعلق به، ففي هذا الشهر حين تقوى صفة العبودية في قلب المؤمن يزداد عنده الشعور أن الله هو المانع وهو المعطي، فإذا به يكون أكثر سخاء من ذي قبل، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، ولذا فإني أنصح المسلمين في هذه الأيام الجليلة أن تتوجه أموالهم في شهر النصر إلى إخوانهم في سوريا، البلد المبارك الذي يحكمه جيش تربى على الفسق والفجور، جيش يعتز بقوته وبطشه ولا يعتز بعبوديته لله، جيش فجر في خصومته مع الشعب السوري الحر، حتى بدأ الأحرار يخرجون منه تباعا، وينحازون لإرادة الشعب. حملة صالحة أما عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ فوصف الحملة بأنها حملة خيرة صالحة مباركة ونداء أبوي شفيق حريص على الأمة، سائلا الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله السداد وأن يوفقه لعمل كل خير، داعيا المسلمين إلى أن يجودوا بما تجود به أنفسهم من زكواتهم وصدقاتهم لإيصالها إلى المتضررين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الراحمون يرحمهم الرحمن، وقال «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ارحموا من في الأرض»، مستشهدا بقوله تعالى و«ما تنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين»، «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا» «واستغفروا الله إن الله غفور رحيم». حرص شديد أما الشيخ الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري فقال إن هذا الأمر الملكي الكريم ينم عن حرص شديد واهتمام أكيد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بشؤون الأمة والعطف على المنكوبين والمتضررين في أنحاء العالم وخصوصا الشعب السوري الذي يعاني الويلات من جراء الأحداث الحالية وما يمارس عليهم من بطش وتقتيل. وقال: يلاحظ أن من رحمة الله بعباده أن نبههم إلى أنه سبحان في غنى عن أموالهم، وأنه إنما ندبهم للصدقة لتكون خيرا يقدمونه لأنفسهم لا لله، فهو الغني سبحانه، وزيادة في كرمه سبحانه عد ما ينفقه المسلم قرضا حسنا، قال تعالى: (وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا). إنقاذ الشعب وأكد عضو هيئة التدريس بالمعهد العلمي بجدة الشيخ الدكتور حسن بن أبكر الأزيبي، أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إطلاق حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب السوري دعوة مباركة لإنقاذ شعب مستضعف. وقال: أحث إخواني المسلمين على البذل خصوصا في هذا الشهر الكريم فالصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله: «إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى»، كما أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها، وهي وقاية من النار، وأن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: «كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس» وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه». وأضاف: في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، كما أن فيها دواء للأمراض القلبية، وأن الله يدفع بالصدقة أنواعا من البلاء، وأن الصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه. الاهتمام بالمنكوبين من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور غازي بن غزاي المطيري، أن أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإطلاق حملة شعبية لإغاثة الشعب السوري دليل حرصه أيده الله على إنقاذ المنكوبين والاهتمام بهم وقضاياهم في كل العالم، خصوصا الأشقاء السوريين. وحث على بذل الصدقة والمعروف في هذا الشهر الفضيل مبينا أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: «وما تنفقوا من خير فلأنفسكم»، ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: «بقي كلها غير كتفها». وأن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: «إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم»، وأن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان»، قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم». وذكر أن في الصدقة انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، وأن المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله، وأن النبي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : «لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل والنهار». وبين أن الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النبي يوصي التجار بقوله: «يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة».