تقول النظرية الاقتصادية أنه عند زيادة الطلب على المنتجات تزداد أسعارها، كما تقول النظرية إن رفع الأسعار يسبب انخفاض الطلب على المنتجات، وهذا رد فعل طبيعي. أما الظاهرة الملحوظة في أسواق المملكة أن الأسعار ترتفع قبل ارتفاع الطلب بسبب تنبؤ التجار بسلوك المستهلك المعتاد على طلب هذه المنتجات، لعلمهم أن موسم رمضان هو وقت زيادة الطلب عليها، فيتم الاتفاق ضمنيا على استغلال هذه الحاجة لاحتكارهم منافذ البيع قبل وخلال شهر رمضان الكريم. إذا هي حلقة مفرغة تدور وتبدأ بالتنبؤ بسلوك المستهلك ومعرفة أحوال السوق ثم رفع الأسعار ثم زيادة الطلب على هذا المنتجات، وهذا يحطم النظرية الاقتصادية المعروفة في كل مكان وزمان. والتي لا تنطبق على السوق السعودي، وتبدأ المقالات في مهاجمة سلوك التجار الجشع ومع هذا يستمر الوضع سنويا على نفس المنوال ولا يكون هناك أي تدخل فعلي من أي جهة للأسف. مع أنه تم إطلاق مؤشر للأسعار والتبليغ عن مخالفات الغش التجاري ولكن لا أعلم مدى استخدام و تطبيق هذه الخدمات الحكومية وفعاليتها. فإذا لم يكن هناك أمل في تغيير سلوك التجار ولا وزارة التجارة فالأمل الآن في تحرك المستهلك بشكل مسؤول ووعي أكبر بتغيير عادات الشراء وعدم الاقبال على شراء هذه المنتجات بكميات كبيرة لمواجهة سلوك التجار، ولعل هذا بحاجة لحملة تقوم بها جمعية حماية المستهلك لتوعية المستهلكين بطرق الشراء السليمة الواعية، واقتراح البدائل المتاحة و بالأسعار المناسبة بإعداد نشرات تساعد المستهلك على التنوع في الاختيار، فمنتجات رمضان متوافرة في الأسواق خلال السنة وبأسعار عادية فلماذا ترتفع الأسعار دائما قبل زيادة الطلب عليها؟ * مستشار اقتصادي