مع سير وتطور مجريات أمورنا الحياتية، ومع مواكبة عجلة التقدم، ألزمنا أن نكون أكثر تعايشا مع متطلبات حياتنا، وأجبرنا أن نكون أكثر اجتماعية وتكوين أكبر قدر ممكن من العلاقات كي لا نخرج عن دائرة المجتمع، لكن عندما يخالط هذا التعايش (نفاق) فيصبح المرء مسيرا لإرضاء الآخرين، يكبح جماح نفسه وآرائه كي لا يصبح منبوذا عن المجتمع ومن المغضوب عليهم.. يخشى إظهار الصدق حتى لا يجد الانتقادات اللاذعة والساخرة، أصبح المرء يجامل على حساب نفسه فقط ليكن محبوبا ويماشي رغباتهم وإن كانوا على خطأ.. ذلك هو (النفاق الاجتماعي) والبعض يقول عنه (فن التعامل) لكن لا أجد أي صلة بين المصطلحين، فشتان بينهما؛ فالمصطلح الأول ناتج عن معتقدات داخلية زعزِعت لتظهر للآخرين بمنظور يوافق رغباتهم ومصالحهم، أما المصطلح الآخر يدل على الطريقة المثلى في التصرف مع معتقدات البشر المختلفة. ويدخل النفاق الاجتماعي في بعض مجالات حياتنا.. نفاق في الدراسة، نفاق في العمل، نفاق في أدق الروابط والمشاعر الإنسانية، وقد نجد هذا النفاق بين الأهل والأقرباء، أضراره جسيمة وعواقبه وخيمة إنه خطر وآفة مَرَضية. حسنا ماذا بقي علينا قوله: «رضا الناس غاية لا تدرك». نوف العمودي