أشتكى سكان عدة أحياء في مدينة جدة من تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن أحيائهم خلال الأيام القليلة الماضية. وفي اتصالات متكررة تلقتها «عكاظ» كان آخرها صباح أمس، تبين أن غالبية المستنجدين كانوا من سكان أحياء جنوبجدة، خصوصا أحياء أم السلم وطريق مكة القديم والذين هم أكثر المتضررين جراء الانقطاعات التي تحدث. وقال عدد من المواطنين إن كثرة الأعطال التي تشهدها أحياؤهم تسببت في خسائر وصفوها بالفادحة تشمل تلف مستلزمات شهر الصيام من مواد غذائية، ومنها اللحوم والأسماك والدجاج وغيرها من الخضراوات والفواكه المخزنة في الثلاجات على درجة معينة من البرودة، إضافة إلى أعطال أجهزة التكييف والأجهزة الإلكترونية بسبب تلك الأعطال المتكررة البعض من الأهالي، أكد مطالبتهم للشركة بتعويض جميع المتضررين عن الخسائر التي طالتهم والزامها بالحد من تلك الانقطاعات المتكررة الأمر نفسه كان بالنسبة لأصحاب محال تجارية متضررة، خصوصا البقالات ومحال تسويق المواد الغذائية المعتمدة على الثلاجات. عدد من الأهالي أكدوا إتهامهم للشركة بالتقصير، وقالوا إن الانقطاعات لم تعد مقتصرة على مدينة أو منطقة فأي وسيلة إعلام يطالعها المرء سيجد فيها خبرا عن إنقطاع كهربائي في إحدى المدن أو القرى في المملكة، وهذا دليل على ضعف الشركة وقلة عنايتها بالمشتركين خصوصا في الأحياء التي تسكنها طبقات فقيرة ومتوسطة الدخل، وقالوا لا تجد تلك الإنقطاعات في أحياء راقية لعناية الشركة بتلك الأحياء وإهمالها لأحيائنا. من جهته، اعتبر رئيس القطاع الغربي للشركة السعودية للكهرباء المهندس عبد المعين بن حسن الشيخ حدوث إنقطاعات كهربائية خلال هذه الفترة من العام أمر طبيعي سواء في القطاع الغربي أو في عموم مناطق المملكة. وقال ل«عكاظ»: إن معدلات النمو التي تشهدها الشبكات، إضافة إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، والذي يعد الأعلى منذ عقدين هي السبب في الانقطاع، مشيرا إلى أن مسألة الإنقطاع هذه ليست مقتصرة على المملكة، فحتى أكثر دول العالم تقدما تشهد نفس النوعية من الانقطاعات في ظل ظروف طقس مشابهة. وقال إن ما نسبته 95 في المائة من الأعطال الكهربائية التي تشهدها مدينة جدة هو في الأحياء العشوائية السيئة التخطيط، بينما في الأحياء الحديثة جيدة التخطيط لا تتجاوز نسبة الأعطال 5 في المائة من مجمل الأعطال الحاصلة. وبين المهندس الشيخ أن الشركة وفرت مئات من الكوادر الفنية والزمت الجميع بدوام يضمن وجود الفرق القادرة على مباشرة أي عطل في أي موقع من الشبكة، ولكن يصدف في بعض المواقع أن يصادف الفرقة المتوجهة الى موقع العطل زحام وخصوصا في المدن الرئيسة كجدةومكة يكون له دور في تأخر الوصول. وطالب رئيس القطاع الغربي عموم الأهالي بضرورة التحلي بالصبر في حالة حدوث أعطال خارجة عن الإرادة، مشيرا إلى أن الشركة بذلت مؤخرا جهدا كبيرا في تغيير ومد مئات الآلاف من الكيلومترات في الشبكة، كما استحدثت الكثير من محطات التحويل الكهربائي في المواقع التي تحتاج على سبيل المثال في جدة أربع محطات وفي مكة كذلك. وناشد المهندس الشيخ المواطنين الحرص على ترشيد الكهرباء بطريقة تضمن عدم حدوث أحمال زائدة على الشبكة، مشيرا إلى أن النشرات والمواقع الإلكترونية التي خصصتها، الشركة لذلك تحوي الكثير من النصائح والإرشادات المفيدة. وفي المدينة النورة حضرت الشموع أمس، لتعوض غياب الكهرباء في حي العنابس بالمدينةالمنورة، الذي يبعد عن الحرم النبوي الشريف أقل من كيلو متر، بسبب انقطاع الكهرباء من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى صباح اليوم التالي ما حدا بالسكان إلى تحضير إفطارهم على وهج الشموع، وتناوله تحت درجات حرارة مرتفعة وصلت الى الخمسين درجة مئوية. وأكد أسامة محمد أحد سكان الحي، أنهم تفاجأوا بانقطاع الكهرباء حال توجههم لأعمالهم صباحا، مشيرا إلى القلق الذي أصابهم على أسرهم والمواد الغذائية خوفا من اتلافها.وبين أسامة، أن الانقطاع استمر لساعتين ثم عادت الكهرباء نصف ساعة، ولم تكتمل فرحة أهالي الحي بهذا الاستمرار حتى عاودت الانقطاع لمدة (17) ساعة، وعاش أهالي الحي أوقاتا عصيبة، في وقت تجاوزت فيه درجة الحرارة الخمسين درجة. من جهته أشار محمد الحربي إلى أن انقطاع الكهرباء أثر على تواجد المياه والتي انقطعت بسبب توقف الدينمو لعدم وجود كهرباء، واجتمع الصوم والعطش والحرارة، وحل الظلام الدامس، مؤكدا اتصالهم بشركة الكهرباء والتي استمرت وعودها بين التشغيل وعدم التشغيل عقب تواصلهم عبر هاتف الطوارئ. وذكر الحربي بأن الموقع الذي وقعت فيه مشكلة الكهرباء واجهت يأسا من العمال في وقت تمنى أن ترسل الشركة أفضل طاقمها في متابعة الحالة، بيد أن الشركة لم تفعل شيئا سوى إرسال رسالة اعتذار على المواطنين الذين قاموا بالإبلاغ عن المشكلة. من جهتها اوضحت فرق مكتب الشركة بالمدينةالمنورة اعتذارهم عن التعليق، فيما حاولت «عكاظ» الاتصال بمدير شركة الكهرباء بالمدينة جمال طه، ولكن هاتفه كان مغلقا حتى ساعة كتابة التقرير عشية البارحة كما تسببت عاصفة شديدة ضربت منطقة سديرة جنوب محافظة الطائف، أمس الأول، في اقتلاع أسقف حديد من الزنك وتطايرها في الهواء، ومن ثم اصطدامها بأعمدة الكهرباء، ما أدى لسقوطها وانقطاع الكهرباء لمدة ست ساعات متواصلة عن منطقة سديرة بالكامل ومنطقة الخرائق الشمالية، فيما اتخذت صحة الطائف إجراء نقل التطعيمات والأمصال من مركز صحي سديرة إلى مركز صحي كلاخ لحفظها هناك. وذكر ل«عكاظ» محمد الوذيناني، أحد سكان منطقة سديرة، أن الكهرباء انطفأت عن كامل منطقة سديرة ومنطقة الخرائق من الساعة السادسة مساء قبل الإفطار، ، لكون الانقطاع استمر لعدة ساعات دون إصلاح، وقد أدى الأهالي صلاة العشاء والتراويح في المساجد في ظل غياب التيار، وبعد فراغهم من أداء الصلاة أي بعد أربع ساعات متواصلة من الانقطاع لم تباشر فرق الإصلاح، حيث عاودوا البلاغ مرة أخرى للشركة لتقف بعد ذلك فرق الإصلاح على الموقع الذي تساقطت فيه أعمدة للشبكة الهوائية وتعيد التيار في الساعة الواحدة صباحا.ولفت الوذيناني إلى أن هناك إشكالية أخرى تمثلت في أن هناك في المنطقة 3 مراكز صحية لم تسلم من الانقطاع، حيث لا يوجد بها مولدات احتياطية، مشيرا إلى أن الأمصال والتطعيمات أصبحت محل تهديد لأطفال المنطقة وتثير حولها مخاوف من أنها قد يلحقها تأثير مباشر من جراء الانقطاع، متسائلا في الوقت ذاته عن أسباب غياب المولدات الاحتياطية لمنشأة صحية تحوي أدوية وعلاجات بحاجة لحفظها في ثلاجات وسط درجة حرارة مناسبة. كما انقطع التيار الكهربائي عن سكان حي الواسط بمنطقة الحوية شمال الطائف أمس لفترة وصلت إلى 3 ساعات متواصلة، وسط ارتفاع درجات الحرارة، مع تذمر وشكاوى السكان في وقت بررت فيه شركة الكهرباء الانقطاع بأنه يأتي نتيجة للصيانة المبرمجة. بدر القثامي وفهد المطيري قالا ل«عكاظ»: إن الانقطاع بدأ التاسعة صباحا واستمر إلى قرابة الثانية عشرة والثلث، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، ما كان له تأثيرات على صيام السكان وحالات الأطفال وكبار السن والمرضى. وقال محمد العتيبي «المفاجئ أن طوارئ الكهرباء قالت إن الانقطاع كان للصيانة!»، وأضاف قائلا «أي توقيت للصيانة؟!، أفي وقت ارتفاع درجات الحرارة؟، كان من المفترض أن تكون الصيانة في الصباح الباكر وقبيل ارتفاع درجات الحرارة رأفة بالسكان خاصة وقت الصيام». وأردف «الصيانة بالعادة لا تتجاوز ساعتين ولكن انقطاع أمس زاد على ثلاث ساعات، فأين المسؤول؟، ومن يتحمل معاناة السكان الذين يدفعون فواتير باهظة شهريا؟». المواطن مسفر العتيبي أكد أنه نتيجة لطول فترة الانقطاع وارتفاع درجات الحرارة لجأ بعض سكان الواسط أمس للشقق المفروشة في الأحياء المجاورة، فيما اتجه آخرون لأجهزة تكييف السيارات، واضطر البعض لفتح الشبابيك بحثا عن الهواء والتهوية رغم ارتفاع درجات الحرارة. من جهته، أوضح ل«عكاظ» مصدر مسؤول في كهرباء الطائف أن انقطاع التيار في الواسط أمس كان لإجراء صيانة مبرمجة للشبكة في الحي، مشيرا إلى أن التيار أعيد قبيل صلاة الظهر أمس. وبين المصدر أن الانقطاعات التي شهدتها بعض أحياء المحافظة خلال اليومين الماضيين كانت نتيجة لزيادة الأحمال، مبينا أنه تم التعامل معها في أوقات سريعة والسيطرة عليها.