أدى عدم تقيد الشركات المنفذة للطرق في منطقة الباحة بتوفير وسائل السلامة إلى وقوع العديد من الحوادث المرورية التي راح ضحيتها أرواح بريئة، وكان آخرها حادثة جسر وادي الحميد في محافظة بلجرشي قبل عدة أيام. وتكمن إشكالية الطريق الذي تسبب في الحادثة في التوسعة المزدوجة المنفذة من قبل إحدى الشركات لم تتقيد باشتراطات وسائل السلامة، في أكثر من موقع برغم خطورتها، كالمصدات الخرسانية والإضاءة الليلية لتنبيه قائدي المركبات وتحذيرهم بخطورة الموقع. وحملت نتائج التحقيق الشركة المنفذة للطريق جزءا من المسؤولية في وفاة عبد الرحمن الغامدي وإصابة زوجته وطفليه بإصابة خطيرة. وبرغم أن نتائج التحقيقات الأولية أدانت الهيئة والدورية الأمنية وحملت الشركة جزءا من المسؤولية، إلا أن أقارب الضحايا وعددا من المواطنين يحملون الشركة المنفذة وإدارة الطرق والمرور جزءا كبيرا من المسؤولية، كون تلك الجهات لم تعمل على معالجة إشكالية الطريق بتأمين الوسائل اللازمة لحماية الأرواح. وأوضح مدير عام الطرق والنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بدوي أن الطريق ما زال تحت التنفيذ، ولم تنته الأعمال الخرسانية فيه، إضافة للطبقة الأسفلتية الثانية التي سيتم تنفيذها لاحقا مع الدهانات، وأن المصدات وغيرها من الوسائل المتعلقة بسلامة الطريق لا توضع إلا بعد اكتمال المشروع، مشيرا إلى فتح الطريق بشكل مؤقت خلال فترة الصيف، وقال «لم تردنا أية مخاطبة أو استفسار من المرور حول الحادث»، وختم بالقول «عاين مندوب من قبلنا وآخر من إدارة المرور الطريق على الطبيعة مع المقاول ووضعت الحواجز في الأماكن التي تحتاج لذلك».