لم تكن زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة مؤخرا عادية من حيث اختياره أن تكون المملكة المحطة الأولى له في زياراته، ومن حيث التوقيت نظرا للتطورات التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تشاورا سعوديا مصريا لتعزيز العمل العربي المشترك. زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة عكست الأهمية القصوى التي يوليها الرئيس المصري ليس فقط لتعميق العلاقات بين البلدين، بل أيضا لإعطاء هذه العلاقات دفعة قوية، وتفعيل الحوار السياسي بين القاهرةوالرياض للتعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة. لقد أكد الرئيس مرسي على أن العلاقات بين المملكة ومصر تقوم على أسس استراتيجية مشتركة، ومعطيات سياسية عميقة، تمتد إلى العالمين العربي والإسلامي، وتؤكد أن جناحي الأمة هما مصر والمملكة. والزيارة ساهمت في تعزيز العلاقات، وتبادل وجهات النظر في كل مايهم البلدين، ومناقشة القضايا على الساحات العربية. وبشكل خاص الأزمة السورية التي يحرص البلدان على سرعة إيجاد حلول لها لإنقاذ الشعب السوري. على الصعيد الشعبي، الزيارة التاريخية لمرسي لقيت ترحيبا من الشعبين السعودي، والمصري وبشكل خاص من مليون ونصف المليون مصري يعيشون في بلدهم الثاني المملكة. كما عبرت هذه الزيارة عن اهتمام الرئيس مرسي بأبنائه ومواطنيه في الخارج. من خلال لقائه بالجالية المصرية في جدة . في أعقاب تحرير الكويت تقرر أن تكون هناك شراكة استراتيجية بين كل من مصر والمملكة العربية السعودية، لخدمة أهداف الأمة العربية، وقد أكد الرئيس المصري بزيارته ثبات مصر على مواقفها الاستراتيجية عبر تعزيز العلاقة مع المملكة. لهذا فإن التفاهم بين القيادتين قد انصب على الأهداف الاستراتيجية للدولتين وللأمتين العربية والإسلامية، وتلمس الجميع حميمية لقاء الرئيس مرسي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والأهم الآن هو تفعيل نتائج زيارة الرئيس مرسي، وإطلاق الحوار السياسي بين الرياضوالقاهرة؛لأن الأمة العربية تتطلع بكل اهتمام لتحرك البلدين إزاء إيجاد حلول لقضاياها المزمنة والتي تحتاج إلى إحياء وتنشيط في المحافل الدولية.