ليس هناك شك في أن اختيار الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة التي يزورها اليوم كأول محطة في زياراته الخارجية بعد انتخابه رئيسا لمصر يعتبر مؤشرا إيجابيا لما يراه الرئيس المصري الجديد؛ لأهمية الرياض كنقطة ارتكاز فى سياسته الخارجية. الرئيس الجديد يعي جيدا الوزن الاستراتيجي والتاريخي للمملكة بالنسبة لسياسة مصر الخارجية، ولهذا وضع المملكة كأول محطة خارجية لأهميتها، وكعلامة بارزة أن المملكة هي السند في الملمات العربية، وأن العلاقة الحميمة بين البلدين كانت ولاتزال وطيدة، ولا يمكن أن تؤثر عليها أي جهة. وهكذا استمرت العلاقة متعددة الجوانب وكلها ذات أبعاد استراتيجية لبلدين يشكلان عصب السياسات العربية. غير أن هذه الزيارة الأولى للرئيس المصري لها اعتبارت متعددة. من ضمنها أن المملكة ستكون نقطة ارتكاز فى السياسات المصرية الجديدة العربية والإقليمية والإسلامية، وهي رسالة واضحة و تعبير عملي عن توجهات الرئيس الخارجية وتركيزه على العلاقات المصرية السعودية أولا . كما أن الزيارة ستعمل على تفعيل الحوار السياسي بين الرياض والقاهرة والذي شهد بعض البطء للظروف التي شهدتها مصر. ولذلك فإنه يمكننا القول إن الزيارة ستضع لبنة جديدة في تاريخ العلاقات، وتؤكد أن الرئيس المصري الجديد ملتزم بهذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين خاصة أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة تتطلب تنسيقا وتشاورا سعوديا، وعودة للحوار الاستراتيجي بين الرياض والقاهرة لدرء الأخطار التي تواجه المنطقة، والسعي الحثيث لتعزيز منظمة الأمن العربي والعمل المشترك، والتعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة خاصة ما يجري على الساحة السورية من قتل ومجازر ترتكب بحق الشعب السوري الذي يواجه نظاما متسلطا. بالإضافة إلى المستجدات على الساحة الفلسطينية، ودعم تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، والوضع الإقليمي الذي يتطلب حسا أمنيا وسياسيا عاليا ولهذا نقول إن الزيارة مهمة، والجميع يتوقع أن تتمخض عن نتائج إيجابية لمصلحة الشعبين والأمة.