تعكس زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة اليوم أهمية وأزلية العلاقات السعودية المصرية المتجذرة منذ القدم، وتجسد حرص القاهرة على تنميتها في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. وما تمثله هذه العلاقة من قوة تجمع بين قوتين سياسيتين استراتيجيتن وأهم ثقلين في منطقة الشرق الأوسط. إن المملكة ومصر تشكلان العمود الفقري للعالم العربي والإسلامي، ولقد لعب البلدان أدوارا هامة في إدارة عدة أزمات نشأت في المنطقة، ولهما جهود جبارة في رأب الصدع، ولم الشمل في المحيط العربي والإسلامي. وليس هناك رأيان في أن الرياضوالقاهرة كانتا نقطة الارتكاز لصياغة مستقبل الاستراتيجية العربية، وهما المدافعتان عن حقوق قضايا الأمة والمتصديتان لكل التحديات التي تهدد الأمة العربية والإسلامية. ولهذا فإن الأوساط السياسية العربية تترقب بكل اهتمام نتائج هذه الزيارة التي لن تساهم فقط في تعزيز العلاقات، بل ستعطي دعما قويا لمنظومة العمل العربي المشترك، وتفعيل الحوار الاستراتيجي بين الرياضوالقاهرة والذي سينعكس إيجابيا على تنشيط العمل العربي، ووضع التصورات لطبيعة التحرك العربي للتعامل والتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة. إن تمتين العلاقات السعودية المصرية يشكل حجر الزاوية في مواجهة هذه التحديات التي تتطلب حسا أمنيا وسياسيا عاليا للتعامل مع التهديدات عبر تفعيل الحوار السعودي المصري والذي من المؤكد أنه سيصب في مصلحة تحقيق تطلعات الأمة العربية. ومن هنا فإن اختيار الرئيس المصري للمملكة كي تكون المحطة الأولى في أول زيارة خارجية له يشكل رسالة صريحة مفادها أن العلاقات المتينة بين المملكة ومصر كانت ولاتزال علاقات استراتيجية، وتضع في اعتبارها مصالح الشعبين، وتحقيق تطلعات الأمة والاهتمام بمصالحها الاستراتيجية.