الاهتمام بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة لايحظى بالمتابعة في أوساط المراقبين السعوديين والمصريين فقط، بل إن الأوساط العربية أيضا تتطلع للنتائج الإيجابية لهذه الزيارة الهامة خاصة كونها الأولى للرئيس مرسي والتي من المؤكد أنها ستتمخض عن تفعيل الحوار الاستراتيجي بين الرياضوالقاهرة والذي سينعكس إيجابيا على تنشيط العمل العربي المشترك الذي يشهد ركودا نظرا للتطورات التي تشهدها بعض الدول بسبب ماسمي ب «الربيع العربي»، والتهديدات التي تواجه الأمة العربية بسبب رغبة بعض القوى الإقليمية في فرض رؤاها السياسية؛ الأمر الذي يتطلب تكثيف التنسيق والتشاور بين الرياضوالقاهرة اللتين تعتبران مركز الثقل السياسي في المنظومة العربية. وعندما نتحدث عن موقف عربي قوي لا يمكننا إلا وأن نتحدث عن ثنائية سعودية مصرية كانت وما زالت ولطالما ستكون نقطة الارتكاز لصياغة رؤية وموقف عربي صلب لمواجهة كل التحديات والاستحقاقات التي تهدد الأمة العربية والإسلامية أيضا. المملكة ومصر تمثلان الركيزتين الرئيستين في المنطقة العربية. فالرياض لها ثقل سياسي كبير في المحيط الخليجي والإقليمي والعالمي، والقاهرة تمثل عمقا عربيا وأفريقيا وبالتالي فإن التنسيق السعودي المصري ينعكس إيجابيا لمصلحة قضايا الأمة العربية والإسلامية. ومن هنا فكل الدراسات والتحليلات تؤكد فيما لايرقى إلى الشك أن مؤشر العلاقات بين المملكة و مصر هو المؤشر الصادق لماهية وقوة الموقف العربي الموحد خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها المنطقة. مصر التي عاشت تغيرا كبيرا في تاريخها عبر ثورة 25 يناير ستبقى مصر الدولة المحورية الداعمة لقضايا العرب وهمومهم، وهذا ما أكده الرئيس المصري محمد مرسي بداية من خطاب جامعة القاهرة الأخير حيث أكد تماس مصر مع قضايا الأمة من فلسطين إلى سورية وغيرها من النقاط الساخنة، وهو موقف يؤكد أن تصليب وتمتين العلاقات السعودية المصرية يشكل حجر الزاوية في مواجهة كل هذه التحديات التي أعلن الرئيس محمد مرسي الالتزام بها. ومن هنا فإن اختياره للمملكة كي تكون المحطة الأولى في أول زيارة خارجية له كرئيس لمصر يشكل رسالة واضحة مفادها أن العلاقات المتينة بين المملكة ومصر كانت ولاتزال علاقات استراتيجية، وأن هذه العلاقات تضع في اعتبارها المصالح الثنائية، ولكنها ترتقي لتجسيد المصالح الاستراتيجية لأمة بأكملها. إن الحرارة التي ستبث في عروق العلاقة السعودية المصرية عبر زيارة الرئيس مرسي هي تأكيد المؤكد، و إيضاح عمق العلاقة السعودية المصرية، و بداية لاستئناف تعاون مشترك يحمل كل الخير لمصر والمملكة وللعرب.