يدرك أي متابع للسياسة الدولية أن الممارسة السياسية الروسية دائما ما تنتصر للأنظمة الموالية لها دون التفات ولو بنزر بسيط من الاهتمام لمصالح الشعوب والمجتمعات، ولذلك تربت ونمت الديكتاتوريات تحت مظلة الدب الروسي زمنا طويلا، في أوروبا وأمريكا اللاتينية وبعض دول أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. ومع صحوة العالم الجديد وتهاوي النظام الروسي سقطت هذه الديكتاتوريات وتهاوت تحت إشعاع الحرية ونجت من نير الظلم والطغيان والحكم السلطوي. ولكن رياح الحرية التي مرت على موسكو مروراً وحررت دول الاتحاد السوفيتي السابق لم تكمل مشوارها إلى الأخير، حيث عاد القيصر الروسي تحت مظلة جمهورية واهية، محاولا إحياء وهم الوهم الروسي القديم، ولذلك لم يجد سوى ما تبقى من الزعامات الديكتاتورية التي ناصرته وناصرها قديماً. ومع ذلك ورغم كل ما يعرفه العالم عن هذه الممارسات الروسية إلا أن موقفها الأخير من المملكة يجب أن يكون نهاية الطريق لأي احتمال لتغير في استيعاب الروس للواقع العالمي ومصالح الشعوب. فوقوفهم المحموم مع نظام كالنظام السوري ضد شعبه، ثم صدور بيانهم حول المملكة يشير بما لا يدع مجالا للشك بأن وراء الأكمة ما وراءها. ولأننا نعرف جيداً من نحن وأين يقف شعبنا ونعرف ممارسات النظام الروسي وتعاطيه مع الأحداث ومصالحه معها. وأن أغلب همه الآن البقاء قريبا من المياه الدافئة في اللاذقية وطرطوس، فإن الواجب علينا أن نقطع الحبل السري مع هذا النظام، ونقول لهم نحن لا نحتاج إلى علاقة قائمة على المزيدات والكذب السياسي والنفاق في المواقف.