الزائر لكورنيش جدة الشمالي لن يستغرب إن رأى شابات في مقتبل العمر لم يمنعهن مانع من الكسب الشريف والعمل المنتج في بيع السلع لرواد البحر.. هن شابات سعوديات في مقتبل العمر نافسن الباعة في تسويق التمر والشاي والقهوة والمرطبات والمواد الغذائية الخفيفة مع تمسك صارم بالحجاب الشرعي وقيم المجتمع والحرص على الرزق الحلال ومنافسة الرجال في هذا المنشط المهم. اشترطت المتحدثات عدم التقاط صور لهن ولنشاطهن وسلعهن، وقالت إحداهن رمزت لاسمها (ن) أفتخر أني مواطنة أبحث عن لقمة العيش الحلال من عملي الذي قد يكون صعبا على الفتاة في بادئ الأمر بسبب نظرات بعض الفضوليين وتوجسهم ومفاهيمهم الخاطئة، لكن العمل شرف وأمانة ومسؤولية. وتقول إن عملها وفر لها كثيرا من متطلباتها الحياتية اليومية فهي تعول أمها الطاعنة في السن وتحتاج لرعاية صحية متكاملة وادوية على مدار اليوم. أم خلود ردت على سؤال «عكاظ» عن الصعوبات التي قد تواجه الفتاة في مزاولة عملية البيع في مكان عام بقولها أي عمل لا بد أن يواجه أي صاحب عمل صعوبات في البداية، لكن بالعزيمة يتغلب الإنسان على المعوقات والتعثرات، ولم تخف أم خلود ضيقها من نظرات الفضوليين خاصة الشباب. لكن سلمى تقول إنها تأتي يوميا إلى الكورينش وتبدأ مهامها الفعلية من الساعة الرابعة عصرا وتستمر حتى منتصف الليل، وفي العطلات الموسمية تتضاعف ساعات العمل بلا توقف وتمتد أحيانا إلى ساعات الفجر الاولى وأوضحت أن ما تبيعه لا يتجاوز الماء البارد والمرطبات والمشروبات الساخنة كالشاي والقهوة وتضيف «أنا راضية بعملي هذا وفخورة ،فالعائد يوفر لي مبلغا لا بأس به» وتحث جميع الفتيات على عدم الرهبة والتوغل الى العمل الشريف بصرف النظر عما يقوله بعض المترددين ونظرات الفضوليين. أما أم أحمد فتقول إنها مطلقة وراتب الضمان الاجتماعي يكاد يكفي حاجاتها الأساسية وكان لزاما عليها البحث عن عمل شريف وحقق لها البيع في منطقة الكورنيش أملها في الربح الحلال وتضيف قائلة «كل شخص لا بد أن تكون لديه ثقة في عمله طالما أنه لا يخالف الدين والعادات والتقاليد».