في مسلسل «مقالب غوار» كان حسني البورظان (الممثل نهاد قلعجي) يقول لأزمة حفظها الكثيرون وهي «إذا أردت أن تعرف ماذا في البرازيل ينبغي أن تعرف ماذا في إيطاليا». بعد كل هذه السنوات، وبعد سنة وعدة أشهر على انطلاق الثورة السورية، واستمرار إجرام النظام السوري بحق شعبه مستعملا كل أدوات القتل والقمع والتنكيل، وارتكاب المجازر تلو الأخرى. تعود مقولة «البورظان» إلى الحضور في سياق الشرق الأوسط ليحددوا مسار الأمور في الداخل، هذا ما كان يحصل في العراق ولبنان وفلسطين. وحدها سورية قلبت المعادلة وجعلت للحكاية منطقا جديدا، ورؤية متجددة صنعها حراك سوري ما كان أحد في الداخل أوالخارج يتوقعه، أو يتوقع نصف ما أداه من صمود وتصميم وإرادة لا تهزم. «إذا أردت أو تعرف ماذا سيحصل في الموقف الدولي عليك أن تعرف ماذا يحصل في دمشق». نعم إنها المعادلة الجديدة التي أرساها ثوار سورية وجيشهم الحر فالموقف الدولي من مجلس الأمن إلى أصدقاء سورية وغيرهم تحولوا إلى العربة التي يجرها حصان الثورة .فلا هي تتحرك من دونه، ولا هي تسبقه ففعلها مرتبط بفعله، وحركتها لا تنفصل عن حركته، ها هي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تتحدث عن الهجوم الكاسح، وتحذر من انهيار الدولة وها هو كوفي عنان يلف فشل مهمته معلنا انتسابه إلى من سبقه في مجموعة «شاهد ما شافش حاجة». من انشقاق مناف طلاس صديق الطفولة لبشار الأسد إلى انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس وما بينهما من عمليات نوعية ينفذها الجيش السوري بشكل يومي في دمشق العاصمة وضواحيها، ومجزرة التريمسة وصولا إلى الدبابات المأسورة في الرستن من قبل الثوار وقائدهم عبد الرزاق أحداث ترسم غد سورية وتفاصيل أهم من كل التفاصيل. المجتمع الدولي اكتفى بالتنديد على مجزرة التريمسة .. وموسكو ترفض مشروع القرار الغربي .. وعنان توجه لروسيا .. والشعب السوري يقتل ويسحل أمام مرأى ومسمع المراقبين الدوليين. ما حصل عبر هذه الانشقاقات والمعارك النوعية هو الذي سيدفع المجتمع الدولي وتحديدا الغربي للهرولة لحجز بطاقة له في قطار التغيير السوري، فالكل وتحديدا روسيا وإيران يدركون أن نظام بشار الأسد سيسقط، والكل أيضا بات مقتنعا أن كل الطروحات المقدمة للحل جاءت متأخرة وفي السياسة والأمن كل متأخر يتحول إلى عقدة جديدة. «العين على دمشق» نعم في دمشق يكتب غد سورية، الغد الذي ليس ببعيد. إنها ليلة قريبة حيث سيستيقظ الناس على خبر عاجل يتحدث عن أسماء سقطت، وعن أسماء ارتفعت هذا هو المسار التاريخي. والتاريخ كما يعلم الجميع لا يعود إلى الوراء، فلا تغفلوا العين عن دمشق فهي من يصنع الحدث في الخارج قبل الداخل. ومهما استمر نظام الأسد في القتل والتعذيب فإن ساعة الصفر اقتربت، وزوال النظام أصبح مسألة وقت .. وحل الأزمة يكمن فقط في استخدام البند السابع .