ذهب خبراء استراتيجيون ومحللون مصريون إلى التأكيد على أن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي شملت كلا من جمهورية مصر العربية، سورية، لبنان، والأردن تحمل مغزى كبيرا ومؤشرا واضحا على جوهرية استمرار التشاور السعودي المصري والعربي، لما ينبثق عنه من تحقيق لمصالح الأمة العربية برمتها، وأن حرص خادم الحرمين الشريفين, الذي خرج بالمنطقة من التقاطع إلى الكلمة الواحدة، على أن تبدأ الجولة بزيارة جمهورية مصر العربية، وإطلاع الرئيس محمد حسني مبارك على آخر المستجدات الإقليمية، ومساعي الرياض حيال تحقيق الوئام العربي الجمعي، يعكس مدى الاتفاق التام فى وجهات النظر، وأن البلدين لا يألوان جهدا في دعم القضايا العربية والإقليمية، بغية استحداث أرضية صلبة تنبني عليها مظاهر الأمن والسلام في المنطقة. ورحب الخبراء على اختلاف مشاربهم من سياسيين واقتصاديين بالقمة الثلاثية التي جمعت الملك عبد الله بن عبد العزيز والرؤساء السوري، اللبناني، والعاهل الأردني، واصفين إياها بالتاريخية والناجحة بكل معاييرها ويتعين الحفاظ على منجزها، في توقيت تعاني المنطقة من تداعيات ملفات ساخنة، فضلا عن أن القمم المتتالية أتت لتحمل فى طياتها صيغة جديدة من التآلف والتعاون، وتفتح آفاقا رحبة لمسيرة العلاقات. من جانبه، أفصح مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القانونية الأسبق الدكتور السفير سمير برهان أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى القاهرة، والتآم القمة الثلاثية تزامن مع توقيت بالغ الأهمية، لا سيما وأنها سعت من أجل هدف أسمى، وتطلع شعبي جارف. وكانت القمة الثلاثية علامة مضيئة وحدثا بارزا نظرا للعلاقات التاريخية والأزلية بين الشعبين السوري واللبناني، فترجمت القمة تلك المعاني في أبلغ صورها. كما استهلت الجولة بزيارة جمهورية مصر العربية ولقاء الرئيس حسني مبارك، إذ إن المملكة ومصر يمثلان أهم ركائز الأمة العربية. واسترسل برهان معتبرا أن البلدين دعامتان للأمن القومي العربي، وبينهما تشاور وتنسيق مستمرين على أعلى المستويات، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التاريخية التي تحرص الرياضوالقاهرة على تأطيرها بالارتقاء والنهوض بمساراتها. وهنا، كان التجسيد لكل هذا عبر زيارة خادم الحرمين الشريفين. وأعلى السفير جمال الدين بيومي مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق لشؤون الشراكة مع الاتحاد الأوروبي من شأن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة وما أعقبها من عقد القمة الثلاثية، هي جهود يبذلها خادم الحرمين الشريفين لرأب الصدع العربي، وتقليل الهوة وتقريب وجهات النظر، إذ أكدت على مضمون تلك المعاني وفتحت آفاقا جديدة للتعاون والود، ولترسم سيناريو جديدا لعلاقات عربية عربية قائمة على أهمية التعاون المشترك. ويشير بيومى إلى أن جولة خادم الحرمين الشريفين هي ذات دلالات جوهرية لجهة توقيتها ونتائجها. أما رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية عضو الجمعية العربية للعلوم السياسية الدكتور محمد سعد السيد أبو عامود، فيرى أن جولة خادم الحرمين الشريفين صححت المفاهيم، ونقلت العلاقات العربية العربية إلى مصاف التوافق والتآزر، مختتما بأن القمة الثلاثية تتويج ناجز لجهد الدبلوماسية السعودية فى إطار الحرص على وحدة العرب.