سقط عمدا.. ضغط بسبابته اليمنى على ورقة أسماء الناجحين، ثم أخذ يسحب باطن أنملته إلى أسفل الورقة ببطء متواضع، وعيناه تتفحصان الأسماء الواحد تلو الآخر، حتى توقفت سبباته عند آخر اسم في القائمة المبتهجة، ثم جمع أصابع يده اليمنى حتى أخذت شكل القبضة الحاقدة، فضرب بها باطن ورقة الأسماء تاركا تجعدات متناثرة في باطن الورقة المظلومة، وشقوقا حادة على أطرافها، معلنا احتجاجه على سقوط اسمه عمدا. يوميات معلمة.. ما أن يرمي الليل عباءته السوداء، حتى تكون قد سبقت العصافير قبل تغريدها، لاستقبال خيوط الفجر النافذة من نافذة السماء، تسبق الوقت لتكون في ركب السائرات إلى التدريس التعيس. تقف على قدم منهكة حتى تقرع الظهيرة جرس المغادرة، وما أن تصل إلى منزلها المستأجر، حتى تمرغ جسدها المنهدم في وحلِ همومها حتى الصباح. ضباب الانفصال.. التقت عيناهما في أحد أزقة الأسواق الشعبية القديمة، ما زال هناك خيط من الألفة لم يبرح عين كل منهما، وما زالت الأعين تعرف بعضها رغم ضباب الانفصال، قال في نفسه: أليس لي بعد السير الطويل في صحراء الجفاء من عودة. بادرته عيناها بوخز جنب الإجابة: الضرب في الميت حرام. صد بوجهه تجاه البائع المقابل له... ناوله نقود البضاعة، وذهب بعيدا. ماجد سليمان