عندما يعانق الكرى أجفان البشر أظل وحدي مستيقظة.. لأن الشوق يتخطّفني كلما أغرقني النعاس! والوله يتلقفني كلما أسهبت أنت في الجفاء هجرتُ مضجعي! وهجرتني السعادة مذ انحسرت أمواج وصلك أحرقت الورق ولهيب آهاتي أذاب الحروف وأباد الكلمات! تسري بي خيالات المحبة الغابرة فأنثني أقبّل تلك الرسائل والصور التي احتوتها راحة كفيّك أفتّش عنك في الظلمة التي تلف عالمي فأتعثّر بالوهم.. وأتخبّط بالألم.. وأصطدم بالندم وأهوي في قاع اليأس منهكة! وعندما تداعب أصابع اليقظة أجفان النيام.. وتزيل غشاء الليل عن أكتاف الحياة.. لا ينفكّ قلبي يذكرك لا تغريني أكاليل الزنبق البيضاء المُزهرة ولا تنسيني أغاريد النورس المُبحرة.. ولا تسليني أحاديث العشاق المليئة بالغيوم المُمطرة.. فما أن أغمض عينيّ حتى أرى تلك اللحظات التي قضيتها معك! وما أن أصمّ أذنيّ حتى أسمع حديثك العذب وهمسات قلبك! فيمتلئ صدري بأوجاع الهجر.. ومرارة الرحيل.. وتتشابك سحابة من الحزن والقنوط حول قلبي! وتتمزق روحي بين قوتين قوة خفية تحلق بي نحو السحاب وتريني جمال الذكريات من وراء ضباب الأحلام.. وقوة ظاهرة تقيّدني بالأرض وتعمي بصيرتي بالغبار وتتركني خائفة موجوعة في أتون الظلام! وأنت يا سيدي لحبك أنامل حريرية الملمس شبيهة بالأقحوان لحظة خروجه من الكمامة يرتعش أمام النسيم.. ويفتح قلبه لأشعة الفجر! وكل يوم يمضي يزيدني فيك هياما وعشقا.. لا أملك سوى أن أحبك رغم قطع السديم المذهلة التي تغشى أيامي.. وتجبرني أن ألتحف الغيوم.. وأعيش بين النجوم شوق مبعثر