صباح الخير أيها الحبيب الغالي. هأنذي أشق طريقي إليك وقلبي تفاحة يقضمها الحنين، أطير إليك بأجنحة فراشة تلونها اللهفة لاحتضانك من جديد. غادرتك، كما يفعل كثيرون ألتمس الراحة وأبحث عن شيء من المتعة والمسرة. قبل الرحيل طويت اسمك في حقيبتي، حملت صورتك بين جفوني، ودعتك وانطلقت، همت في أرض الله الواسعة، تنقلت من تراب إلى تراب ومن هواء إلى هواء فكنت أنت دائما الحبيب الأول الذي لا يسبق حبه حب ولا يعلو على جماله جمال. كنت بعيدة عنك، وكنت قريبا مني، أرى وجهك داخل فنجان قهوتي كل صباح، وأشم رائحتك في زجاجة عطري، يداعبني طيفك سائرا إلى يميني، واستشعر أنفاسك تملأ رئتي هواء نقيا صافيا. رحلت عنك وما رحلت، فالقلب يظل دائما حمامة تخفق أجنحتها تولها وشوقا، كلما دعوته إلي، فر بعيدا عني، بعيدا إلى حيث تكون!! أتسكع في طرقات أجهلها، تلتهمني شوارع مدن لا أعرفها، أضيع في دربي لكني لا أضيع عن الطريق إليك، أمر بالنهر العتيق فأتذكرك، أتمنى أن أنقل إليك الري والنضارة، أتأمل الخضرة الممتدة أمامي مصقولة بأشعة الشمس المنهمرة فأتذكر أرضك العارية إلا من التراب، ينتحب القلب متوجعا من أجلك فأنت دائما تستحق الأجمل، تنطلق الرغبات لك من بئر الحرمان تتزاحم واحدة إثر أخرى، أنسى أني في إجازة، وأن علي أن أشرع أبوابي للفرح والجمال وأن أسد كل المنافذ المؤدية إلى غير ذلك!! ينتشر الجمال حولي فتراه العين ولا تبصره، وتتماوج أنغام الفرح تصدح في كل صوب، فتلمسها الأذن ولا يستشعرها القلب، ثمة مشاعر تظل تمتلكنا، تحتل أعماقنا تستعمرها تأبى مغادرتها لتشكل حاجزا سميكا يفصل بيننا وبين الحياة خارج وجداننا. في كل إجازة، نرحل إلى بلاد غريبة، ووجوه مختلفة، وسماء جديدة ومدن تضج بالحياة والنور، فنظن أننا سننغمس في الجمال ونركب سفنا تغوص بنا في دنيا المتعة والراحة، لكنا في النهاية نكتشف أن لا شيء أجمل من الوطن ولا مكان أحلى وأحب منه. وأنتم أعزائي قراء أفياء صباحكم هناءة وخير.. بعد أن انتهت الإجازة هأنذي أعود إليكم بفرح طفولي، قد أحدثكم عن بعض ما رأيت وقد لا أفعل، لكنكم كنتم معي كل الإجازة تماما كما كان الوطن، فأنتم تظلون جزءا منه يربطني بكم ما يربطني به. أعود إليكم لأني أحبكم وأرجو أن تكونوا أنتم أيضا تحبون عودتي، أدري أني أحيانا أغضبكم وتغضبونني، وأننا في مرات متعددة نختلف كثيرا أو قليلا، لكني اكتشفت أني لا أستطيع إخراجكم من قلبي. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة