لم تكتف الطائف بصفة الجمال، بل أضفت على ميزاتها المتعددة خصلة الكرم والعطاء، وتجلى ذلك من خلال تشييد عدد من رجال الخير فيها نحو عشرة مطاعم تقدم وجبات غداء مجانية للمحتاجين والعمالة والوافدة طيلة أيام الأسبوع، فيما تصرف وجبتي الإفطار والسحور للصائمين يومي الخميس والإثنين. و وكشف الأحصائيات أن المطاعم تقدم ما يزيد على 500 وجبة يومية، ويقوم على كل نقطة توزيع فاعل خير متعاقد مع أحد المطاعم لتأمين تلك الوجبات، فيما يتولى عدد من المقربين توزيعها بشكل يومي على المحتاجين الذي يصطفون يوميا أمام شباك وجبات الغداء المجانية. وذكر عدد من العمالة الوافدة أن تلك المطاعم أسهمت بشكل كبير في الحد من معاناتهم اليومية، خصوصا أن بعضهم لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر عدة. في حين، أوضح ل«عكاظ» فاعل خير -رفض الإفصاح عن اسمه- أنه يفتح مرآب عمارته السكنية بشكل يومي ليقدم من خلالها وجبة الطعام للفقراء والمحتاجين والعابرين، لافتا إلى أنه يعمل بعد توفيق الله برفقة أبنائه وعدد من الجيران على تقديم وجبة الغداء بشكل يومي للمحتاجين إلى جانب وجبتي الفطور والسحور يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع. وبين أنه يقدم صدقة جارية يبتغي بها وجه الله، ملمحا إلى أنه خصص مبلغا ماليا من مدخراته لهذا العمل الخيري بجهود فردية خالصة لوجه الله. ونفى تلقيه أي دعم مالي أو صدقات أو مساهمة من الجمعيات الخيرية، مؤكدا أن ما يبذله يأتي بجهود ذاتية بالتعاون مع أحد المطاعم في المحافظة التي تأخذ الأجر المادي منه، مقابل إعداد الأطعمة والوجبات بشكل يومي، لافتا إلى أنه مرتبط معهم بعقد شهري. بينما، تساءل عدد من الأهالي والعمالة الوافدة عن دور الجمعيات الخيرية في المحافظة لتقدم الخدمات للمحتاجين. ورأى محمد الحوسني أن دور الجمعيات الخيرية في الجانب الخيري التطوعي دون المستوى، لافتا إلى أنها لا تقدم سوى كرتون صغير من الشاي إلى جانب علبة صغيرة من الزيت، وكيس من الأرز صغير وعدد لا يتجاوز العلب الخمس من الأجبان، كل أربعة أشهر. وطالب الحوسني الجهات المختصة بالتدخل لتفعيل دور الجمعيات الخيرية بعد أن انشغلت تلك الجمعيات بالاستثمار بدلا من تقديم المساعدات، مشيرا إلى أن الجمعيات تفرغت للاستثمار من خلال بناء شقق مفروشة وغيرها بحثا عن المال، وانشغلت عن دورها الحقيقي. لكن مصدرا مسؤولا في إحدى الجمعيات الخيرية في الطائف أوضح أن الاستثمار الذي تعمله الجميعة يأتي من باب زيادة مداخيل الجمعية لضمان استمرار عطائها في أوجه الخير، نافيا أن يكون هدفها الحقيقي زيادة رأس المال.