الحياة أخذ ورد إقناع وقبول عرض وطلب فائدة وتذكير تنبيه وتغيير إصلاح ومصلحة عموم وخصوص، ليس هناك شخص سوي تصل درجة المثالية عنده حدود الكمال وليس هناك بشر ينزه نفسه عن الوقوع في الأخطاء وليس هناك كائن بشري يدعي سمو القول والفعل والسلوك والتصرف الطيب الحسن الذي لا يخالطه شك وزلة وعثرة وخطيئة، خلق الإنسان جاهلا فتعلم وأميا فدرس وقرأ وفكر ثم اكتشف واخترع ليبدع ويطور ويسخر عقله لخدمة نفسه وغيره ويذلل العقبات والصعاب فك رموز الذرة بقدرة قادر ورحل للفضاء وكشف أسرار غموض بعض جوانب العلم والحياة، مهما وصلت إمكانات ذلك الكائن والمخلوق البشري إلا أنه لا يزال في حاجة وخدمة غيره يشاور ويقترح ويعرض ويستفيد من وجهات نظر الآخرين، وجهة النظر المؤثرة هي تلك الوجهة التي تفيد ولا تضر وتنفع ولا تعطل وتخدم ولا تحطم وتغير ولا تتغير هي بمثابة الحل الناجع الذي في مكانه وهي بلسم شافي يعالج جوانب خلل وقصور التفكير والأفكار والإدراك والمطالب فتسهم وجهة النظر تلك في صلاح وإصلاح جميع مناشط الحياة ليعيش الجميع في أجواء مناسبة تحقق رضاهم جميعا، في ظل كثرة مطالب الحياة وتشعبها وتزايد مسؤولياتها يوما بعد يوم فقد أصبح الشخص في حاجة ملحة لوجهات نظر غيره كونها تأتي بآثارها الواضحة المفيدة التي تصلح واقع الحياة وتصلح ما أفسده الدهر، الجميع في حاجة وجهات النظر المؤثرة فالزوج في حاجة وجهة نظر زوجته وأبنائه وبناته والمدير في حاجة وجهات نظر موظفيه ومنسوبي إدارته والحاكم والرئيس والقائد الناجح في امس الحاجة لوجهات نظر مستشاريه وحاشيته، قبل الوداع؛ وجهة النظر المؤثرة لا تخضع لجنس بعينه ولا جنسية بذاتها ولا بعمر معين إنما تحكمها قيمة وفائدة وآثار ومطالب تلك الوجهة ومدى فائدتها على حياة الجميع. علي عايض عسيري (أبها)