كان من المتوقع أن ينتهي مؤتمر جنيف الأخير، عن «مجموعة العمل» حول سوريا، دون الوصول إلى أي إيجابية ملموسة تبشر بإيقاف جرائم طاغية دمشق، ولكن رغم فشله، إلا أن براعة السيد كوفي عنان، استطاع جمع كبار الفرقاء المتخاصمين حيال سوريا، وأن يجر الروس إلى عدم الممانعة من رحيل الأسد، وإقناعهم بأنه من الصعب استمرار بقائه في الحكم، لذلك بدأت روسيا بالتقدم بالمفاوضة من أجل بقاء مصالحها مع الدولة السورية القادمة، بمعنى أن البازار الروسي بدأ العد التنازلي للمقايضة على الأسد ..!!. فما أتى في مداولات مؤتمر جنيف، وإن شابها المماطلة والتسويف دون حسم، فإن الخطة الانتقالية للسلطة أخفت في طيها الكثير من الأمور المهمة، التي لم تعلن بموجب التقرير الصادر عن «مجموعة العمل» والتي تركت غامضة. فقال بعض المؤتمرين: إن الأسد سيزاح من السلطة وسيبقى في الأراضي السورية والقليل من كوادر حزبه النافذين سيسمح لهم بالمشاركة في العملية الانتقالية للسلطة، وفق رغبة روسيا والصين !! تماهيا مع الرغبة الإيرانية للحفاظ على مكتسباتها الآنية مع حليفها السوري، فيما لو تمت إقامة دولة علوية بالساحل السوري، وربما لأجل ذلك ما يقوم به النظام في عملية التفريغ للمدن السورية كحمص وحماة واللاذقية. التناغم الغربي حيال عدم حل المشكلة حاليا، هو الهروب للأمام، من ناحيتين، الأولى: أن أمريكا لا تريد حل المشكلة إلا فيما بعد الانتخابات الأمريكية وما يصدر عن هيلاري، (عبارة عن تصريحات مطاطية) كقولها سترحل تقرير اجتماع جنيف للأمم المتحدة.. ثانيا: روسيا، والصين، وإيران ولو من بعيد، راغبون في إطالة أمد الحرب الدائرة على أمل أن ينتصر الأسد على المتظاهرين بالقضاء عليهم.. ولكن كما يقول المثل «حساب الحقل لم يتوافق مع حساب البيدر» فقد زلزلت الثورة السورية الصامدة زهاء سنة ونصف، قلاع الطغيان الموشكة على السقوط. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة