وصف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم، كل من يعتلي المنبر أو يكتب في شبكة الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي قدحاً بولاة الأمر أو نظام الدولة مدعياً النصيحة، بالباحث عن الشهرة. جاء ذلك في كلمة ارتجلها سموه أمام حضور حفل اختتام الأنشطة الصيفية لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية في محافظة عنيزة يوم أمس الأول. وطالب سموه طلاب العلم بالسير على منهج السلف والعلماء المصلحين الذين كان أساس تعاملهم الخلق الحسن وعدم إثارة الفتن والتحدث بكلمة تسيء للدولة وولاتها وأنظمتها. وأضاف: عندما نرى العلماء السابقين وأعضاء هيئة كبار العلماء لا نرى منهم أي استياء أو قدح أو تشهير إنما يثنون في العلن وينصحون في السر، وعلماء هذه البلاد الأجلاء أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم، الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين كانوا عوناً للدولة وولاتها في النصح بخصوصية تامة وتبنيهم لأمور تخص البلاد والعباد بطريقة مناسبة، مؤكداً أن النصيحة ليست فضيحة، وروى سموه قصة تدل على سماحة الشيخ ابن عثيمين وتطبيقه لمبدأ بساطة طلبة العلم والمشايخ مع مسؤولي الدولة ومن كان على نهجه. وأردف سموه: نحن في دولة تطبق الشريعة الإسلامية ولا ندعي الكمال ولا يدعيه إلا ناقص، ونحن نعيش زمن الفتن التي تحدنا من كل جهة، لكننا ننعم بنعمة الأمن والاستقرار والدعوة ونسير من حسن إلى أحسن. واستطرد بالقول: أعداؤنا يريدون لنا غير ذلك وهناك من يدس السم في الدسم ويريد أن يشوه ويلوث أفكار أبنائنا، فنحن بحاجة إلى وحدة الكلمة ووحدة الصف وليس التفريق. واختتم الأمير فيصل بن مشعل حديثه بالنصيحة بتقوى الله تعالى، وعدم تصديق كل ما يقال، لأن هذا ما يجب أن نتمسك به في هذه المرحلة. وكان سمو نائب أمير منطقة القصيم رعى مساء أمس الأول الحفل الختامي للفعاليات الصيفية لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، وذلك في مقر المؤسسة بمحافظة عنيزة. وقدم أمين عام المؤسسة عبدالله العثيمين عرضا مرئيا عن الفعاليات التي تتمثل في جانبين الأول العلمي في مسجد الشيخ ابن عثيمين بعنيزة، والثاني الجانب الثقافي والتربوي الذي تضمن محاضرات عن تطوير الذات، الإعلام الجديد، ومهارات التواصل، وغيرها من الدورات والمحاضرات التربوية والدينية التي تخدم فئات المجتمع كافة، إضافة للفعاليات النسائية. وثمن أمين عام المؤسسة دعم واهتمام سمو أمير المنطقة وسمو نائبه لأنشطة وبرامج المؤسسة. عقب ذلك، ألقيت كلمة طلاب الدورة الشرعية في مسجد الشيخ ابن عثيمين، ألقاها نيابة عنهم أحد الطلبة من سلطنة عمان، نوه فيها بما تلقاه هو وزملاؤه من مواد شرعية أثناء الدورة تفيدهم في معرفة حياة المسلم اليومية. بعد ذلك شاهد سموه عرضا مرئيا لإنجازات المؤسسة العام الماضي، كطباعة عدد من الكتب الشرعية، والمشاركة في معارض الكتب، إضافة لتقديم خدماتها لأكثر من 300 مستفيد من المؤسسة عبر برامج عدة منها سداد الديون وسداد إيجار المنازل للمحتاجين ومساعدة المقبلين على الزواج، وإفطار الصائم الذي استفاد منه أكثر من 10000 مسلم، وغيرها من الخدمات الاجتماعية والأوقاف. ثم أعلن أمين عام المؤسسة أسماء المكرمين هذا العام في المجالين العلمي والخيري، ففي المجال العلمي كرمت جامعة القصيم لتنظيمها ندوة عن الشيخ ابن عثيمين للتعريف بالتراث الفكري والثقافي للشيخ ومنهجه في التدريس والتربية، وكذلك احتضانها لكرسي الشيخ ابن عثيمين العلمي، كما كرم الدكتور أحمد القاضي الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم لإسهاماته العلمية العديدة، كإقامة عدد من النشاطات العلمية في المحافظة وغيرها، إضافة لتكريم مدير المستودع الخيري بعنيزة محمد الموسى لإسهاماته في دعم وإقامة مشروع حفظ النعمة ومصهرة الشحوم وحفظ التمور وتصديرها للمناطق المحتاجة. وأبرز الدكتور أحمد القاضي في كلمة المكرمين مكانة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله العلمية في العالم الإسلامي أجمع، وأهمية هذه المؤسسة التي أصبحت ملتقى لأهل الخير والحب في نفع الآخرين، مستعرضا مناقب الشيخ رحمه الله. بعد ذلك سحب سمو نائب أمير منطقة القصيم إلكترونيا أسماء الثلاثة الأوائل الفائزين بمسابقة بعنوان (مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة). ثم ألقى سموه كلمة وصف فيها مثل هذه المناسبات بالأيام المضيئة في تاريخ الإنسان، منوها بجهود منسوبي المؤسسة وما تضمنته الندوة التي أقيمت في جامعة القصيم من فقرات ألقت الضوء على جوانب كثيرة من حياة الشيخ. وسأل سموه الله أن ينير قلوب أبناء هذه البلاد وأن يحفظنا من الفتن والغزو الفكري والثقافي الذي يقصد به عقول الشباب، مشيدا بإنجازات ونشاطات الجمعية وحرصها على تقديم الخدمات الاجتماعية لأهالي المحافظة، متمنيا تفعيل قناة ابن عثيمين من خلال عرض هذه الدورات والنشاطات والدروس العلمية المقامة في القناة مباشرة؛ لكي تصل هذه القناة إلى أقطار العالم وتخدم كل من هو مهتم بعلم الشيخ. ثم كرم سموه الفائزين والمتميزين في مجالي العمل العلمي والخيري، كما كرم الرعاة لهذه الفعاليات، ومنسوبي وموظفي المؤسسة المتميزين، والطلبة المتميزين في الدورات العلمية.