5 مرضى نفسيين في حي المحجر القريب من مستشفى الصحة النفسية، أصبحوا من علامات وملامح الحي الشعبي المزدحم. لا أحد يعرف من أين جاءوا وإلى من ينتسبون لكن الأهالي يتفقون ويعرفون أن الخماسي مصدر قلق ورعب لأطفالهم ونسائهم بل لكبارهم وصغارهم حتى أن الآباء فرضوا الإقامة الجبرية على أفراد عائلاتهم حتى لا يتعرضوا للسوء على أيدي الخمسة. ومع ذلك فليس على المريض حرج. الأهالي يتساءلون إن كان هؤلاء الخمسة من هاربي مصحة حي المحجر، ويدعمون تساؤلاتهم بوجود هؤلاء في محيط المستشفى، لكن المتحدث الرسمي في المصحة النفسية الدكتور إبراهيم العلوي، ينفي ذلك قطعيا ويقول إن هؤلاء ليسوا من الهاربين بل وليدو الشارع يسكنون تحت الجسور وفي البيوت المهجورة، وفي غالب الأحوال هم من ضحايا الحبوب المنشطة التي تسمى (أبيض) لا علم لنا بهم ولا علاقة لهم بالمشفى ولم يبلغنا أحد عنهم، في المستشفى 128 سريرا مخصص فقط للنزلاء من رابغ والقنفذة وجدة ونواحيها. مسكنهم .. باب منزلي عيد الصبحي أحد سكان الحي يصرخ: أحد هؤلاء اتخذ من أسفل منزلي مرقدا ومسكنا، أحال المكان إلى بؤرة للأوساخ والفضلات فضلا عن إزعاجه للأسرة ومحاولاته الاعتداء على ممتلكاتي فحاولت إبعاده أكثر من مرة لكنه يمضي ثم يعود وقد ازداد عنادا يحمل طعامه وشرابه ثم يقذف مخلفاته على باب منزلي. ويضيف الصبحي إن أحد الخمسة يتواجد بشكل دائم في محيط المسجد ويزعج المصلين عند إقامة الصلاة ويصدر أصواتا غريبة ومزعجة ثم ينهي فاصل الازعاج بمفردات ظل يرددها عقب كل صلاة. ذات المواقف التي يواجهها الصبحي يواجهها يوميا المواطن علي الحكمي الذي يقول إن واحدا من الخمسة ينام على باب منزله فحاول إبعاده بالحسنى والدخول في حوار معه لكنه لا يستجيب وأحيانا يقرع جرس الباب ثم يهرب قبل أن يعود ثانية إلى فعلته. وصار بعبعا مخيفا لأهل المنزل وللأطفال الذين ظلوا محبوسين في المنزل مخافة تعرضهم للأذى والاعتداء. اعتداء على هنود حالة أحمد عطية تختلف إذ تعرضت سيارته للتهشيم والتلف بواسطة أحد المعتوهين الخمسة في حي المحجر لكن الاعتداء على المركبة تطور إلى اعتداء عليه بالضرب فاضطر إلى إبلاغ الشرطة التي اقتادت المعتوه إلى مستشفى الصحة النفسية. ويضيف أنه كرر فعلته مع عمال بوفيه من الجنسية الهندية فنالوا نصيبهم من الضرب فضلا عن تعرض واجهة متجرهم إلى التهشيم فاضطروا إلى إغلاقه والرحيل من المحجر كما تعرضت متاجر جملة ومنازل إلى الاعتداء فمن يحمي السكان والتجار من هؤلاء؟ أخطر اعتداء حدث لطفلة تعرضت إلى هشيم الزجاج وأصيبت في ساقها وتم استدعاء الشرطة لكن الغرابة تكمن أن المعتوه يدخل المستشفى ثم يخرج ثانية كما يقول الأهالي، ويشكو البائع الهندي عبدالعزيز من تصرفات معتوهي المحجر ويقول: إنهم اعتدوا عليه أكثر من مرة وسلبوا من متجره الحلوى والسجاير ولا يستطيع أن يفعل شيئا ولو تجرأت بالمقاومة لن يحدث خير حسب تعبيره. مواجهة مع الممرضات العم عمر الرجودي أحد أقدم سكان الحي يقول لم أر منذ أن سكنت في الحي مثل هذه الأحداث. حتى النساء لم يسلمن من خطرهم .. وتقول إحداهن: في طريق عودتي إلى منزلي تعرض لي أحد المعتوهين حاملا زجاجة فخفت على نفسي واستنجدت بالمارة فهرب إلى الجهة المقابلة. ممرضة في أحد المستشفيات تقول إن معتوها ظل يقف على بوابة السكن ثم يغلقها مانعا الممرضات من الدخول والخروج قبل أن يتراجع بعد تدخل سكان الحي. الصغار في المحجر لم يسلموا من خطر المعتوهين الخمسة الذين يفرضون الأتاوات عليهم يوميا .. والطريف أن الآباء باتوا يهددون أطفالهم باستدعاء المجنون حال خروجهم عن الأدب واللياقة. يعود المتحدث الرسمي في المصحة للقول إن استلام المريض يتم وفق آليات محددة ويحدث ذلك من ذويه أو عن طريق الأهالي لكن الملاحظ أن أغلب الأهالي لا يعودون إلى استلام مرضاهم بعد استكمال علاجهم ومع ذلك يتم معاملتهم بالحسنى والرقة .. معترفا في ذات الوقت بوجود حالات هروب محدودة من المصحة.