حين تحل علينا المصائب، تتوقف القلوب أمام أقدار الله مؤمنة صادقة راضية، فالإيمان بالقضاء والقدر ركن حصين يهون علينا المصاب ويجفف عنا وطأة الجلل، وما رحيل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلا فاجعة حلت بنا وخسارة ألمت بالوطن، كيف لا وهو ذلك الأمير الذي كان صمام أمان لوطن الشموخ. والحقيقة أنه لم يرحل، فما زال باقيا فينا رجلا تفانى بالإخلاص والوفاء، خلد ذكراه كهرم شامخ بوقع التاريخ، من بريق عينيه انبثقت مبادئه الثابتة فقد كان فعلا كشمعة أحرقت نفسها لتضيء للآخرين دروبهم، أرسى سفينة الفضيلة وحارب موجة الرذيلة، كان حكيما حليما حازما لا تأخذه في الحق لومة لائم، يستقرئ الفكر ويحارب الانحراف بكافة الصنوف، ويكفيه أنه من استطاع أن يجمع المتضادات في إدارته للحرب الشرسة ضد الإرهاب حيث جمع بين الفكر الأمني والمواجهة القوية، والفكر الحواري بالمناصحة الحسنة، وبهذا انتهج نهج القوة الناعمة التي هي مضرب مثل يحتذى في تعاملات الأمير نايف رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. قدم الكثير للوطن طيلة أربعة عقود مضت، ولا تزال بصمات عطاءاته خالدة في قلوب الجميع، فشكرا لك على كل عطائك، شكرا يا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ورحمك الله رحمة واسعة «إنا لله وإنا إليه راجعون».