تشهد المدينةالمنورة هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من الزوار من مختلف دول العالم الإسلامي والعربي ومناطق المملكة لزيارة المسجد النبوي الشريف قبل حلول شهر رمضان المبارك، وسط توقعات بوصول نحو 4 ملايين معتمر هذا الموسم. من جهة ثانية، هيأت رئاسة الحرمين الشريفين ساحات المسجد الحرام وأروقته، لاستقبال المعتمرين والزوار خلال فترة الصيف، بتجنيد 4131 موظفا وموظفة خلال موسم العمرة، يرتفع عددهم إلى ستة آلاف في شهر رمضان. وأوضح الناطق الإعلامي بشؤون الحرمين الشريفين أحمد المنصوري ل«عكاظ» أن الموظفين يعملون على مدار الساعة لتوفير أفضل الخدمات، مشيرا إلى توفير 5521 عربة مجانية وبأجر لإعانة المعتمرين من كبار السن والمحتاجين والمرضى على أداء مناسك العمرة، فيما هناك 250 مروحة في الساحات الخارجية لتلطيف الأجواء في فترة الصيف. وأضاف أنه ضمن الاستعدادات تم تخصيص 18 مدخلا لذوي الاحتياجات الخاصة. جولة «عكاظ» على ساحات المسجد النبوي الشريف أمس تؤكد أن موسم العمرة لم ولن يتأثر بالربيع العربي، ولوحظ غياب المعتمرين السوريين عن المشهد لأول مرة، وذلك بسبب الأحداث الحالية في بلادهم، قابله حضور قوي للمعتمرين الأتراك والإيرانيين ومن ثم المصريين. وأوضح رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري، أن موسم العمرة لم يتأثر بالأحداث الأخيرة في العالم العربي، باستثناء السوريين الذين سجلوا حضورا محدودا بسبب ما يجري في بلدهم. وقال أما المصريون فيتوقع أن يكون لهم حضور جيد خلال الشهر الحالي وشهر رمضان بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية واستقرار الوضع في مصر، خاصة وأنهم كانوا الأكثر حضورا في موسم العمرة بعد المعتمرين الإيرانيين والأتراك، مضيفا أن المعتمر التركي تفوق على الإيراني هذا العام، خاصة بعد فتح المجال الجوي للخطوط التركية إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي مباشرة. وبين الأنصاري أنه لا يتوقع تحقيق الرقم الذى سجل خلال العام الماضي حيث وصل عدد المعتمرين إلى أربعة ملايين وثمانمائة ألف معتمر، وهو رقم تاريخي وقياسي، وتوقع أن يصل العدد هذا العام إلى أربعة ملايين معتمر ينفقون حوالى 29 مليار ريال. وحول نسبة الإشغال في المنطقة المركزية، قال «أتوقع وصولها إلى 90 % في الفنادق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف»، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع للجنة السياحة في الغرفة التجارية ومعظم أعضائها من مديري الفنادق، ولم تكن هناك شكوى بوجود انخفاض في نسبة الإشغال. وتحدث ل «عكاظ» عدد من الزوار منهم، أحمد عبدالفتاح وفتحي حسن من مصر، اللذان أكدا عدم تأثر موسم العمرة لديهم بالأحداث الأخيرة في مصر، لافتين إلى أن هناك إقبالا جيدا من المعتمرين المصريين لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، وتوقعا أن ترتفع أعداد المعتمرين خلال الفترة المقبلة، وأشادا بمستوى الخدمات المقدمة للمعتمرين في مكةالمكرمة وزوار المسجد النبوي الشريف. مليون مصل من جانبه أكد عبدالواحد حطاب مدير العلاقات العامة في وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي، أن الوكالة كثفت جهودها قبل بدء الإجازة الصيفية، موضحا أن الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي الشريف في أوقات الذرة تصل إلى المليون، منهم 150 ألفا داخل المسجد، 250 ألفا في المظلات، وأكثر من 700 ألف مصل في الساحات حول المسجد النبوي الشريف، مضيفا أن التوسعة الجديدة للجهة الشرقية أضافت مساحات جيدة لاستيعاب المصلين. كما ساهمت التوسعة الجديدة في زيادة أبواب المسجد النبوي الشريف إلى 100 باب. واستطرد قائلا «لمواجهة حرارة الصيف تم تركيب 436 مروحة رذاذ للتبريد على المصلين، إضافة إلى 250 مروحة أخرى». 1300 موظف وموظفة وبين أن أكثر من 1300 موظف وموظفة من الرسميين والمؤقتين، يعملون على خدمة زوار المسجد النبوي الشريف على مدى 24 ساعة، بداية من الساحات وملاحظة نظافتها باستمرار وتظليلها بفتح 250 مظلة مخصصة لوقاية المشاة والمصلين من الحرارة، ومنع دخول أي شيء يؤثر على المصلين، وكذلك بقاء الممرات الداخلية مفتوحة لمرور المصلين إلى الأماكن الخالية في الداخل، وفرش المسجد النبوي والسطح وأجزاء من الساحات بواقع 10 آلاف سجادة ومدة، وكذلك توفير الصوت والإضاءة وتكييف ما يقارب من 100 ألف م2. وزاد «هناك قسم خاص بالتوجيه والإرشاد من خلال مجموعة محددة وفي أوقات ثابتة لتوضيح العبادة الصحيحة والزيارة الشرعية للمسجد النبوي، بعيدا عن الزحام أو مضايقة الآخرين، وذلك من خلال مراقبين متعاونين مع الجهات الأمنية». وبين أن الموظفين يعملون أيضا على توفير مياه زمزم المبردة وغير المبردة في جميع نواحي المسجد النبوي والسطح بواقع 13 ألف حافظة مع توفير الأكواب البلاستيكية النظيفة ذات الاستخدام الواحد من المياه الباردة في الساحات، وفتح مكتبة المسجد النبوي والمكتبة الصوتية الرقمية وقاعة المخطوطات على مدار الفترة الصباحية حتى التاسعة مساء لاطلاع الزوار والاستفادة منها، وكذلك تحقيق رغباتهم عند طلب أي من الدروس والقراءات التي ألقيت في المسجد النبوي سواء على اسطوانات أو أشرطة، وكذلك توفير جميع الخدمات من نظافة وسقيا ومصاحف وفرش داخل أقسام النساء، فضلا عن وجود المراقبات والمرشدات اللاتي يتابعن هذه الخدمات وتهيئة ثلاث زيارات للنساء في الروضة الشريفة، أولاها من بعد الإشراق إلى قبيل الظهر، والثانية من بعد الظهر حتى قبيل أذان العصر، والثالثة من بعد صلاة العشاء وحتى منتصف الليل، لافتا إلى وجود مكتبة نسائية ومكتبة صوتية للدروس والقراءات في المسجد النبوي وتوفيرها لمن ترغب من النساء بنسخ أي دروس أو قراءة.