تلتفت هنا وهناك متأملا وفي كل التفاتة تجد أشياء تعجبك وتبهرك بحسنها، وقد يمحو حسن كل منها جمال الآخر محتلا مكانه، وتحتار ماذا عساك تنتقي من الحسان، فالإنسان بطبيعته طماع، طامحا ومتطلعا إلى الأفضل.. ولكن الحسن كل الحسن اكتمل فيك يا وطني، جميل أنت في كل أوقاتك وحالاتك، صعبها ويسيرها، حلوها ومرها، وإن كنت لم أذق فيك مرا إلا من نفسي وتقصيري في حقك، فأنت شهد على شهد، وتزداد حلاوتك في لحمتك في الشدائد والمحن، ففيك وبك تمتحن الرجال وتبتلى، وكل يوم نكتشف فيك أصالة معدن رجالك، فكم أنت محظوظ وكم أنت محسود وكم أنت قوي وكم أنت حنون وكم أنت صبور وفوق الصبر صبور، فأنت حضن دافئ لكل محروم وماسح لدمع كل مكلوم، كبير أنت ورحب الصدر، دمث الخلق، رصين، شامخ، هين، لين ومتواضع.. احترت في وصفك فماذا عساي عنك أقول، وماذا عساي أسميك؟.. إلا أنك أعجوبة الله في الأرض، وقاهر كل حسن، حباك الله بأجمل وأرفع وأسمى الخصال، احتار الكل وعجز في وصفك وجاذبيتك التي جذبت الكل إليك، فقوة صمودك جعلت منك متميزا فوق كل متميز، فكلنا أنت وكلك نحن، نجمع أنك الوطن بكل معنى الوطنية، احترت واحتار المسلمون في حبك بل ذبنا فيك حبا.. قيادتك الحكيمة والعظيمة وشعبك المحب الأبي ذاب كل منهما في حب الآخر وسطرا تاريخا مجيدا يضاف إلى تاريخ حافل بالمجد وقصة حب أسطوري تفوق الخيال ولكنها من صدق الحقيقة ومن قلب وعقل الإخاء في الله، لقد اختارك الله لي قبل ميلادي ووفقني بكلمته لأن أكون منك من أشرف وأطهر بقاع الأرض، منك أنت يا وطني أكون، يا مهبط الوحي ومنبع الرسالة، يا من كتبت وسطرت للتاريخ أعظم وأنبل رسالة في التآخي والتواد والتلاحم والتراحم والوفاء الإنساني، فكيف لا أختارك بعد ميلادي وطول عمري بل العمر كله ما حييت ؟.. فإن لم أكن سعودية لتمنيت أن أكون سعودية. أمل مغربي (جدة)