أسكت النجم الدولي عيسى المحياني أصوات المشككين في قدراته الهجومية وإمكانياته الفنية بعد أن نجح في استعادة بريقه المفقود منذ ثلاثة مواسم، ولم ينتظر طويلا للرد عليهم بعد أن خطف النجومية في أول مباراة له مع المنتخب السعودي منذ توقيعه للأهلي، مستثمرا الفرصة الثمينة التي منحها له المدرب الهولندي فرانك ريكارد ومطمئنا أنصار ناديه الجديد بعودة قوية قد تجعله أهم الأوراق الرابحة في يد المدرب ياروليم الذي راهن على إمكانياته مسبقا وأوصى بالتعاقد معه لتدعيم خط الهجوم في الفريق. وأثبت في مباراة المنتخب الكويتي أنه ما زال على وفاق مع الشباك وأن مكوثه طويلا على دكة البدلاء لم ينزع منه حاسة التهديف ومستواه المميز، غير أن شكوكا تدور حول إمكانية مشاركته أساسيا مع ناديه الجديد في ظل وفرة المهاجمين المؤثرين وطريقة المدرب التي انتهجها الموسم الماضي وبقاء الحال كما كان عليه. وأجمع عدد من المدربين على قيمته الفنية وقدرته على الاستفادة من بقائه احتياطيا في فريقه السابق للعودة بشكل أفضل، مؤكدين على صحة قراره بالبحث عن فريق آخر لاستعادة بريقه وتعزيز فرص مشاركته أساسيا وعودته للمنافسة على لقب الهداف، إذ رأى المدرب الوطني خالد القروني أن المعطيات الفنية التي تختلف من مواجهة إلى أخرى قد تغيب بعض الأسماء عن القائمة الأساسية، وقال «المحياني نجم مميز ويمكن له العودة أساسيا في أي لحظة غير أن أمامه تحديا كبيرا مع الهجوم القوي في الأهلي، بتواجد فيكتور والحوسني ومن خلفهم ياسر الفهمي وعبدالرحيم جيزاوي، وبرأيي أن فرصة قد تكون أكبر في المشاركة، بعكس ما كان عليه الأمر في الهلال الذي كان يلعب بمهاجمين وفي بعض المباريات بمهاجم واحد، وهو ما كان يقلص حظوظه في المشاركة أساسيا رغم أنه من أبرز المهاجمين ويمتاز بالسرعة والتمركز ويعرف طريق المرمى، ووجود أكثر من مهاجم معه لا يمكن أن يؤثر عليه، لا سيما في ظل تعدد مشاركات الأهلي الموسم المقبل وهو قادر على أن يفرض نفسه أساسيا بإعداد نفسه لياقيا ومهاريا». بينما يرى المدرب بندر الجعيثن أن أمام المحياني فرصة كبيرة للعودة لمستواه السابق لما يمتلك من مواصفات تجعله من أهم نجوم الكرة السعودية، وعليه إعداد نفسه جيدا وأن يكون في قمة الجاهزية واستثمار مشاركته مع المنتخب لإقناع مدربه ياروليم منذ بداية الموسم، وقال إن ما يميز عيسى جاهزيته الدائمة وحسه التهديفي وهو اعتاد أن يضع بصمته في كل مباراة كان يشارك فيها مع الهلال ولو لدقائق معدودة ويمتلك خبرة تؤهله لذلك، وقد تكون فرصته أقوى في ظل الإصابات المتكررة للاعب عماد الحوسني وتعدد مشاركات الأهلي محليا وخارجيا وهو ما يعني أن اختياره قد يكون في محله ومن الممكن أن يكون موسمه المقبل مميزا. وعلى النقيض من ذلك انتقد المدرب عبدالرحمن الحمدان انتقال اللاعب للأهلي، وأن ذلك لن يغير في الأمر شيئا، وقال مشكلة المحياني أنه اختار ناديين يزخران بالمهاجمين وستكون فرصة مشاركته أساسيا قليلة، وهذا قد يسبب له الإحباط، بعد أن كان المهاجم الأول في الوحدة وحقق معه لقب هداف الدوري لينتهي به الحال متأرجحا ما بين دكة الاحتياط والمشاركة في الربع الساعة الأخير مع الهلال، وهو الأمر الذي قد يتكرر في الأهلي الأقوى هجوما بوجود الهدافين فيكتور والحوسني ومن خلفهما الجيزاوي والفهمي، وأضاف كان الأجدر به البحث عن الفرق التي تحتاج إلى مهاجم صريح يشارك في جميع المباريات وعليه العمل على إعداد نفسه بشكل أفضل فقد تبتسم له الظروف ويقتنص فرصة المشاركة وانتزاع الخانة من أحد المهاجمين. يذكر أن مستوى المحياني مع الهلال لم يكن مرضيا له ولأنصار الفريق الأزرق الذين طالبوا بمنحه الفرصة وانقسموا حول التفريط فيه، سيما بعد السيناريو المثير الذي أتى به من الوحدة وعبر لائحة الانتقال بعد منافسة مع الغريم التقليدي، غير أن رغبة اللاعب التي نقلته إلى النادي العاصمي قادته للمغادرة إلى الأهلي رغم محاولات التجديد طمعا في العودة لمستواه السابق والمشاركة أساسيا، وهو ما يمثل تحديا له في ظل أن عقده قد يكون الأخير مع ناد جماهيري ما لم يحقق النجاح المنشود.