•• ما يحدث في السودان هذه الأيام.. يشي بأن بلدا عربيا آخر في طريقه إلى الدخول في منظومة «الخريف وليس الربيع العربي». •• ذلك أن سقوط أوراق الأشجار يتم عادة في فصل الخريف وليس في أي فصل آخر.. •• مشكلة الشعب السوداني الأولى هي «الفقر» وتدني مستوى المعيشة.. •• ومشكلته الثانية وإن كنت أعتبرها (قبل الأولى) هي فشل أحزابه.. وتكتلاته السياسية منذ استقلال البلد عام (1956م) وحتى اليوم في العمل من أجل الإنسان السوداني وليس من أجل «التقاتل» فيما بينها للوصول إلى السلطة.. •• أما المشكلة الثالثة فإنها تتمثل في استغلال أكثر الأنظمة والحكومات المتعاقبة لطبيعة الشعب .. وانشغاله بأمور حياته اليومية المعقدة.. وتقصيرها في استغلال ثروات البلاد الطبيعية وموقعها الاستراتيجي الهام لعقد صفقات ناجحة مع الخارج من أجل الارتقاء بمستوى الحياة فيه. •• أما المشكلة الرابعة وإن لم تكن الأخيرة.. فإنها تتمثل في التفرغ لحروب داخلية.. وتوسيع دوائرها.. واللعب بأوراقها.. ليس فقط من جانب الأنظمة المتعاقبة وإنما من جانب التكتلات والنخب الحزبية والتجمعات الأيدلوجية أيضا.. •• وإلا فأين نحن الآن من البدايات الأولى التي بشرنا فيها «إسماعيل الأزهري» و«عبدالله خليل» بتحويل السودان إلى «جنة عدن» في ظرف «20» عاما..؟! •• ثم.. ما الذي قدمه العرب.. كل العرب للسودان للخلاص من مشاكله.. والانتباه لأوضاعه الداخلية.. واستثمار خيراته؟! •• أسأل وأنا أعرف أن صراعات الداخل السوداني وعدم الاستقرار فيه.. هي التي حرمت السودان من توجه الكثيرين من العرب للاستثمار فيه.. نتيجة لغياب الاستقرار.. •• ولعلي أذكر لقاء لي مع الرئيس السوداني جعفر نميري عام (1982م) عندما قلت له «أنت تجلس على كنز لكن الشعب السوداني يعاني من الجوع» يومها قال لي الرجل وهو يضحك بأعلى صوته «البركة في العرب». •• وعندها فهمت الرسالة.. لكن من خاطبهم «النميري» ذهبوا إليه فوجدوا نظاما يتأرجح بين الناصرية.. والقذافية.. والخمينية.. والماوتسونغية فتركوه .. وخسر أهله.. •• وما أتمناه اليوم هو أن لا تتطور الأوضاع هناك بعد أن وصل الحال إلى مستوى خطير.. لا يمكن للبلاد أن تخرج منه إلا بتضامن قواه السياسية والتفاتها للشعب وليس مواصلة حرمانه من التمتع بأبسط حقوقه الإنسانية.. وكفى. *** ضمير مستتر: •• عندما تجوع الشعوب.. فإنها تفقد سيطرتها على عقولها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة